آخر شيء كان يتوقعه جمهور النصر في هذا التوقيت هو هذا النوع من الخلافات الداخلية الحادة بين أقطاب إدارة النادي. أجل، لم يكن يتصور أحد أن تشهد إدارة النصر انقساما يؤدي إلى استقالة بدر الحقباني، وينذر باستقالات أخرى قد يكون من بينها استقالة نائب الرئيس المؤثر المهندس عبدالله العمراني التي تشير بعض المصادر إلى أنها مطروحة على الطاولة، وتقديمها مرهون بنتائج المشاورات التي تجري على أعلى المستويات في البيت النصراوي. ولم يعد سرا القول إن النجم «المدلل» حسين عبدالغني هو المتهم الرئيسي في المشكلات التي تعصف بالنادي في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة، وهو متهم بأنه يستغل الحظوة الخاصة التي يحيطه بها رئيس النادي فيصل بن تركي في التدخل في تركيبة العمل الإداري بالنادي، ويذهب البعض إلى اتهامه بأنه يبتز النادي باعتباره مدينا له برواتبه لسنوات عدة. وخطورة أزمة النصر الإدارية هي في أن ما ظهر منها ليس سوى رأس جبل الجليد، والجزء المغمور من جبل «الأزمة» هو الأكبر والأخطر، باعتبار أن عبدالغني هو رجل فيصل بن تركي، والحقباني هو رجل عبدالله العمراني، وحتما فالمواجهة لن تقف عند اللاعبين الصغار وستطال في نهاية المطاف من يقف وراءهما من الكبار وأعني رئيس النادي من جهة ونائبه من جهة أخرى، وهذه المواجهة إن لم يجرِ تلافيها واحتواؤها من قبل أعضاء الشرف فهي لن تنتهي مفاعيلها باستقالة العمراني من إدارة النادي، بل إنها ستمتد إلى ما هو أبعد من ذلك، وهي حتما ستتسبب في حالة استقطاب قوية داخل البيت النصراوي، وهذا ما يدركه ويعيه جيدا رئيس أعضاء الشرف الأمير مشعل بن سعود الذي دعا لاجتماع شرفي عاجل. فريق من النصراويين يلقي باللائمة في كل ما جرى ويجري بالنادي على فيصل بن تركي وهم يأخذون على رئيس النادي انحيازه دائما لعلاقاته الشخصية ولو على حساب مصالح النادي، وهم إذ يستذكرون مواقف سابقة وقف فيها فيصل بن تركي إلى جانب أصدقائه بما يضر بمصلحة النصر، يحملونه اليوم مسؤولية تمادي لاعبه «المدلل» حسين عبدالغني في ممارساته وتجاوزاته، وهم في الوقت نفسه يتساءلون عن سر هذا النفوذ الذي أصبح عبدالغني يتمتع به داخل نادي النصر. ودون شك فالنصراويون مختلفون حول هذا الخلاف، لكنهم متفقون على خطورته على مستقبل النادي في الدوري، وهم واثقون بأنه ما لم يتم احتواؤه وتطويقه سريعا، ومعالجة تداعياته وانعكاساته، فإنه سيلقي بظلال قاتمة على مجمل الأوضاع بالنادي. وينظر النصراويون للاجتماع الشرفي المرتقب باعتباره محطة مفصلية في هذه الأزمة، وهم يعلقون آمالا عريضة على حكمة وحنكة الأمير مشعل بن سعود في تجاوز هذه المرحلة بأقل قدر من الخسائر والأضرار، حتى لو كان الثمن هو طرد حسين عبدالغني من النادي.