لم تكن عاصفة المنتخب السعودي التي كانت حازمة في العشرين دقيقة الأخيرة من مباراته أمام العراق في التصفيات النهائية نحو مونديال روسيا كافية رغم الفوز لبث التفاؤل في قلوب محبي الأخضر فالوصول إلى النقطة السادسة بعلامة كاملة من مباراتين رفعت سقف الطموح المشوب بالقلق على ما بقي خصوصا أن مواجهة الجولة الثالثة التي ستستضيفها جدة ستكون أمام أستراليا التي تملك ذات الرصيد وكسبت اثنين من أشرس المنافسين بالمجموعة.. وأمام مدرب المنتخب مارفيك عمل كبير لتصحيح الوضع خصوصا في البحث عن بدائل لعدد من اللاعبين لتحقيق الهدف بالوصول إلى روسيا 2018 وستلعب فرق الدوري جولتين وتلعب مباريات دور ال16 من كأس ولي العهد قبل موعد الجوهرة في السادس من أكتوبر القادم أمام المنتخب القوي الأسترالي، وهذه فرصة للمدرب وبمراجعة شريط المباريات السابقة من الموسم الحالي ليكتشف من لا عبي الأندية المنسية نجوما قادرة على خدمة المنتخب بعد أن حصر الاختيار في السنوات الأخيرة على خمسة فرق فقط إلا بحالات نادرة، وأمام مدرب المنتخب فرصة تاريخية للعبور إلى الأمام في التصفيات بخلق المنافسة الحقيقية على المراكز الأساسية بالمنتخب الوطني بعد أن اعتمد على المجموعة المعروفة رغم إشراكه عناصر لا تشارك أساسية في أنديتها، فالواضح في المنتخب الذي كانت علامة التميز الكاملة به لحارس المرمى ياسر المسيليم يعاني من مشكلات في متوسط الدفاع ومن تناغم محوري الوسط وغياب تام لوجود المهاجم الهداف الذي كان به نايف هزازي بعيدا عن مستواه ولم يقدم ما يساعد الفريق، ويحتاج مارفيك إلى التفكير بعلاج لكيفية إدارة الكرة في الملعب بين لاعبي الوسط إذ عاب على فريقه فشله في صناعة اللعب والتحرك بكتلة واحدة، وكان الحل بالاجتهادات الفردية التي ظهرت عندما شارك فهد المولد في المواجهتين وتحصل على ضربة جزاء أمام تايلند. القلق الكبير الذي واجه جماهير الأخضر في الشوط الأول أمام العراق كما كان أمام تايلند لا بد أن يجد علاجا حازما وسريعا من الجهاز الفني من أجل فرحة طالت لعشاق كرة القدم السعودية بالوصول إلى المونديال الذي يحتاج إلى عمل مختلف من أجل تحقيق هذا الهدف.