يبدو أن إحكام الطوق الأمني في مداخل العاصمة المقدسة ومخارجها سيقلل من عمليات تهريب الحجاج الذين يقصدون المشاعر بلا تصريح رسمي، حتى أن أشهر محطات تحميل الركاب (المتعارف عليها شعبياً) في مدينتي جدةوالطائف بدت خالية من «الكدادة» وناقلي الحجاج بالسيارات الخصوصية، ويأمل مسؤولو الأمن تكرار نجاح العام الماضي. وتمشط الدوريات الأمنية أكثر من 60 طريقاً وممرات ترابية مؤدية إلى العاصمة المقدسة قد يستغلها المهربون لتجاوز نقاط الضبط والتفتيش لمنع وصول الحجاج غير النظاميين إلى المشاعر المقدسة بحسب مصدر أمني. وأظهرت جولات ميدانية ل«عكاظ» في مدينتي جدةوالطائف وجودا مكثفا لدوريات الأمن والمرور في محطة «كيلو 10» وأمام النقل الجماعي بمدينة جدة، إذ اشتهر الموقعان كأهم تجمعات ل«الكدادة» ومهربي الحجاج. وتكثف السلطات الأمنية من وجودها في عدد من المحاور والطرق الفرعية المؤدية إلى العاصمة المقدسة، وسط تدقيق في غرض الزائرين للدخول منذ ال25 من شوال الماضي، حتى أن نقطتي «البهيتة والهدا» ينتشر بهما 1200 من رجال الأمن، كما يتمركزون على مداخل ومخارج المحافظة، ونقاط أمنية منتشرة على طول الطرق الرئيسية. فالحركة المرورية في النقاط الأمنية ميسرة للحجاج النظاميين القادمين من شمال وجنوب مكةالمكرمة، بيد أن وتيرة الانتباه وجاهزية الضبط تتوجه للحجاج المخالفين، وأعدت السلطات مجموعة من الجزاءات في حق مخالفي نظام الحج تصل إلى إبعادهم من البلاد (لغير السعوديين) ومنعهم من دخول البلاد لعشرة أعوام، فيما تصل العقوبة المالية لناقليهم أو مهربيهم إلى 100 ألف ريال والسجن لعامين. الطرق الوعرة مراقبة كما أن السلطات الأمنية أدرجت هذا العام طرقاً وعرة للمراقبة الأمنية ضمن خطة محكمة لتصفير حالات التهريب، وتمتد الإجراءات الأمنية المشددة حتى ظهر يوم العيد، بحسب ما أكده قائد قوة الحج بمنطقتي البهيتة والهدا مدير شرطة الطائف العميد محمد الحارثي، وعزا ذلك إلى فتوى تجيز الوقوف في عرفة قبل فجر يوم العيد (النحر). وقال العميد الحارثي ل«عكاظ» إن الفتوى التي تجيز للحاج الوقوف بعرفة قبل شروق شمس يوم العيد هي للحجاج المصرح لهم تيسيرا لظروفهم، مضيفاً: «يوجد من حاول لوي الفتوى لصالحه وإيهام العمالة غير المصرح لها بالحج بتمريرهم فجر يوم العيد لاستكمال حجهم والوقوف بعرفة فالإفاضة لمزدلفة ثم إلى منى لرمي جمرة العقبة الكبرى». وأكد العميد الحارثي حيلولة الخطة الأمنية أمام المهربين من الوصول إلى العاصمة المقدسة، «وضعنا خطة أمنية للمتسللين، وسيستمر عمل الجهات الأمنية في نقاط الفرز ونقاط العبور والطرق التي يتوهّم المتسللون تجاوزها حتى بعد ظهر يوم العيد ولن يسمح إلا بعبور من لديه تصريح رسمي». وكشف العميد الحارثي إغلاق مكتبين تورطا في بيع تصاريح وهمية ومزوّرة في الطائف وذلك بعد عملية تقص في حالات تزوير وبلاغات أمنية في مكةوجدة.