أكد خبراء اقتصاديون أن قمة دول مجموعة العشرين ليست معنية ببحث القضايا الثنائية والنزاعات القائمة بين الدول، مؤكدين أن القمة ناقشت الملفات الكبرى ذات العلاقة بالمحفزات والعقبات التي تواجه الاقتصاد العالمي. وأوضحوا أن عملية بحث الملفات الخلافية القائمة بين الدول في مجموعة العشرين تتم بشكل ثنائي، مشيرين إلى أن المملكة بإمكانها إثارة ملف الإغراق خلال المباحثات الثنائية التي تعقد على هامش القمة بين الزعماء في مختلف الدول المنضوية تحت مجموعة العشرين خلال القمة في الصين. ولفتوا إلى أن وجود السعودية في مجموعة العشرين يؤكد مكانتها، ما يبرهن قدرتها في التأثير على الاقتصاد العالمي. وبين أستاذ المحاسبة والإدارة بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور عبدالوهاب القحطاني أن السعودية تستطيع إثارة ملف الإغراق مع المجموعة الأوروبية أو الهند أو أمريكا خلال المباحثات الثنائية، إذ أن قضايا الإغراق يتولاها مركز الإغراق التابع لمنظمة التجارة العالمية في جنيف. وقال: «إذا ثبتت عملية الإغراق من خلال تقديم المستندات الدامغة من الطرف المتضرر فإن الطرف الآخر مطالب بتقديم الوثائق التي تدعم تضرره من الإغراق فيما يتعلق ببعض السلع مثل البتروكيماويات». مشيرا إلى أن عملية تسوية قضايا الإغراق تتم من خلال منظمة التجارة العالمية، فانضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية يهدف للحماية من الإغراق وفتح الأسواق للمنتجات السعودية. ولفت إلى أن وجود السعودية في مجموعة العشرين يؤكد مكانة المملكة على المستوى العالمي، من خلال الجلوس مع العشرين الكبار عالميا، منوها بأن الوضع المالي والاقتصادي بالمملكة متماسك، ما يبرهن على قدرتها على التأثير في الاقتصاد العالمي. وأضاف: «الكثير من الدول تلعب دورا هاما، ولكن تأثيرها ينحصر في اقتصادها مثل هونج كونج وسنغافورة، كما أن المملكة تؤثر في الاقتصادات الأخرى من خلال هبوط وارتفاع أسعار النفط». وتابع: «انخفاض أسعار النفط لم يقتصر على المملكة، ولكنه شمل الكثير من الدول العالمية، ومنها الولاياتالمتحدة، كما أن الكثير من الشركات الامريكية العاملة في إنتاج النفط الصخري توقفت والبعض منها أفلس». وزاد: «المملكة تحاول قدر المستطاع المحافظة على حصتها وحصة (أوبك)، كما أن المملكة تخدم مصالحها ومصالح الدول المنتجة في المنظمة، فهي تمثل المرجع في سوق النفط، بمعنى أن فقدان (أوبك) حصتها في السوق ينعكس على قوتها التنافسية مع الدول المنتجة من خارج المنظمة». بدوره أوضح عبدالرحمن العطيشان رئيس غرفة الشرقية أن المملكة فرضت نفسها كقوة اقتصادية كبيرة على المستوى العالمي بما تمتلكه من مخزون إستراتيجي ضخم من البترول وهي السلعة التي تعتمد عليها الدول الصناعية في تشغيل مصانعها وتحريك اقتصادها بشكل عام. ولفت إلى أن السعودية تمثل محور ارتكاز بالنسبة لامتلاك الطاقة.