تراجع حزب المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل «الاتحاد الديموقراطي المسيحي» الحاكم إلى المركز الثالث أمام تقدم حزب «البديل من أجل ألمانيا» المعادي للهجرة والإسلام في انتخابات شمال شرقي ألمانيا. وحقق «البديل من أجل ألمانيا» نتائج مدوية في مقاطعة ميكلنبورغ فوربومرن التي جددت برلمانها الإقليمي، مستفيدة من القلق من وصول مليون طالب لجوء في 2015 إلى البلاد. ومع نحو 20,8% من الأصوات وفقا للنتائج النهائية، حل «البديل» بعد الاشتراكيين-الديموقراطيين (30,6%) واحتلت المرتبة الثانية متقدمة على الاتحاد الديموقراطي المسيحي بزعامة ميركل (19%) في سابقة من نوعها في مثل هذه الانتخابات الاقليمية. وعزز الحزب موقعه قبل عام من الانتخابات التشريعية مع هذا الاختراق الرمزي في المعقل الانتخابي لميركل التي تولت شخصيا الحملة في الأسابيع الماضية. واعتبرالأمين العام للحزب الاشتراكي المسيحي في بافاريا إندرياس شويرأن هذه الانتخابات «احتجاج على سياسة برلين» وطلب مجددا أن توافق المستشارة على تحديد «سقف» سنوي للاجئين الذين يسمح لهم بالمجيء إلى ألمانيا. وأقر الأمين العام للاتحاد المسيحي الديموقراطي بيتر توبر بهزيمة نكراء، لافتا إلى أنه يجب تفهم مخاوف الناس. وقال «لكن علينا ألا نرتكب خطأ القول بأن كل من يصوت لحركة البديل لألمانيا ينتمي إلى اليمين المتطرف وهو ضد اللاجئين». ودقت الصحف من جهتها ناقوس الخطر حيال تصاعد اليمين الشعبوي في ألمانيا وهي ظاهرة لم يشهد لها مثيل في ألمانيا منذ 1945. وكتبت صحيفة «دير شبيغل» «كان الأمر أكثر من انتخابات إقليمية بسيطة كانت انتخابات حول ميركل: عاصفة احتجاجات في شمال شرقي البلاد هبت بالاتحاد الديموقراطي المسيحي الذي وصل بعد حركة البديل لألمانيا. أنها هزيمة نكراء منيت بها المستشارة الألمانية». وتساءلت صحيفة «بيلد» الأكثر انتشارا في ألمانيا وأوروبا عن مستقبل المستشارة التي تحكم البلاد منذ 11 عاما وكان موقعها ثابتا قبل عام. وأضافت «كم صفعة يمكن لميركل بعد أن تتلقى؟». من جهتها، هنأت رئيسة حزب الجبهة الوطنية الفرنسي (يمين متطرف) مارين لوبن حركة البديل لألمانيا. وكتبت لوبن على حسابها على تويتر «ما كان مستحيلا بالأمس أصبح ممكنا: الوطنيون في حزب البديل من أجل ألمانيا يلحقون هزيمة بحزب ميركل.. تهانينا!».