جاب نحو ثلاثة آلاف متظاهر من أنصار اليمين المتطرف وحركة 'وطنيون أوروبيون ضد أسلمة الغرب' (بيغيدا) ظهر أمس شوارع العاصمة الألمانية برلين مرددين هتافات تطالب برحيل المستشارة أنجيلا ميركل، وتعبر عن معارضتهم لسياسة الحكومة للجوء، ولما أسموه 'أسلمة ألمانيا'. ونظمت مظاهرة اليمين المتطرف تحت شعار 'ميركل لابد أن ترحل' الذي كتب على لافتتها الرئيسية، ورفعت خلال هذه المظاهرة أعلام ألمانيا وأحزاب يمينية متطرفة أوروبية وألمانية، وأعلام روسيا التي وصفها متحدثون بأهم شريكة لألمانيا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، واستنكروا المقاطعة الاقتصادية التي تفرضها حكومة ميركل عليها. وبدأت المظاهرة من محطة قطارات برلين الرئيسية، حيث ألقيت خطب ركز المتحدثون فيها على الهجوم على المستشارة ميركل، وطالبوا برحيلها وعددوا لها أخطاء اعتبروها فادحة منها فتح حدود البلاد 'أمام طوفان من اللاجئين المسلمين' وتأييدها لاعتبار الإسلام جزءا من ألمانيا. كما هاجم المتحدثون بالمظاهرة كبار المسؤولين والسياسيين الألمان الذين وصفوهم بأنهم 'خونة الشعب' واعتبروا أن حصول حزب بديل لألمانيا اليميني المتطرف على نسبة أصوات مرتفعة بانتخابات بلدية صغيرة جرت بمدينة فرانكفورت الواقعة غربي البلاد قبل أيام، بأنه يمثل بداية لفوز كبير توقعوا أن يحرزه الحزب بالانتخابات المحلية التي ستجري اليوم الأحد بثلاث ولايات هي سكسونيا أنهالت وراينلاند بفالز وبادنفورتمبرغ. وسارت مظاهرة اليمين المتطرف بمحاذاة دائرة المستشارية والبرلمان وانتهت أمام بوابة براندنبورغ التاريخية، وردد المشاركون فيها طوال سيرهم هتافات تهَجُم على العرب والمسلمين والصحافة الألمانية التي وصفوها بأنها 'صحافة الأكاذيب' وحشدت شرطة برلين 1300 من أفرادها تحسبا لهذه المظاهرة، والفصل بينها على امتداد مسيرها، وبين عدة مظاهرات مناوئة لها ضمت كل منها عدة مئات. وعلى بعد أمتار من مظاهرة التيارات اليمينية المتطرفة، احتشد ألف شخص من أنصار الحزب الاشتراكي الديمقراطي (الشريك الثاني بالحكومة) وحزب اليسار المعارض والنقابات والاتحاد التركي ببرلين، رافعين لافتات تندد بالنازية الجديدة والعنصرية ومعاداة الأجانب، ومرحبة باللاجئين.