فيما روى الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله فرض عليكم الحج فحجوا». فقال رجل: أفي كل عام يا رسول الله؟ فقال عليه الصلاة والسلام: «لو قلت: نعم. لوجبت ولما استطعتم». وفي رواية أخرى في مسند الإمام أحمد عن ابن عباس رضي الله عنهما: «الحج مرة فما زاد فهو تطوع». وفيما روى الإمام البخاري وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام (يعني العشر). قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال صلى الله عليه وسلم: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء». وقد دل الحديث على أن العمل في هذه الأيام العشر أحب إلى الله من العمل في أيام الدنيا كلها من غير استثناء شيء منها، وإذا كان أحب إلى الله فهو أفضل عنده، وروي قدر المضاعفة في روايات مختلفة منها أنه يضاعف إلى سبعمئة ضعف، قال أنس بن مالك: «كان يقال في أيام العشر بكل يوم ألف يوم، ويوم عرفة عشرة آلاف». وفيما روي عن ابن حبان في صحيحه: «أن يوم عرفة هو أفضل الأيام»؛ وهو يوم مغفرة الذنوب والتجاوز عنها والعتق من النار والمباهاة بأهل الموقف. وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من أيام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد» رواه الإمام أحمد. كان سعيد بن جبير رحمه الله وهو الذي روى حديث ابن عباس السابق إذا دخلت العشر اجتهد اجتهادا حتى ما يكاد يُقدّرُ عليه. (الدارمي) حسن. قال ابن حجر في الفتح: «والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يأتي ذلك في غيره». وقال الإمام البخاري رحمه الله: «وكان عمر يُكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون ويُكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيرا». السطر الأخير: عن أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صيام يوم عرفة إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده». [email protected]