تقول النكتة المتداولة منذ أيام، إنه بسبب مرحلة التقشف التي دخلناها مؤخرا، حتى سحرة أفريقيا قطعوا اتصالاتهم عنا. لكن يبدو أن أحد هؤلاء المشعوذين من السنغال لم تصله أخبارنا بعد، فقد اتصل بي منذ يومين وبعد السلام والذي منه، عرف بنفسه أنه الشيخ عبدالرحمن وقال: بينما كنت نائما بعد صلاة الفجر اليوم أتى لي بالمنام شخص وحملني لك رسالة خطيرة ومهمة، وأنه «أي الشيخ عبدالرحمن» اتصل بي من أجل أن يبلغني الرسالة. تظاهرت «بالدلاخة» وأنني بلعت الطعم، وسألته بمنتهى الاهتمام والتلهف عن مضمون الرسالة، فقال بصوت واثق: هناك من عمل لك عملا، ولهذا كل خطواتك ومشاريعك متعثرة، وأنه يستطيع أن يخلصك من هذا العمل بعد الدفع له، لتفتح لك الحياة أبواب النجاح والتفوق. وافقته على كل ما قال، وأبديت له استعدادي لدفع أكثر مما يتوقع شريطة أن يسأل صاحبه هذا، هل يشم رائحة ترتيبات دنيئة لتمكين الهلال من الدوري كما شمها الدكتور عبداللطيف بخاري؟ رد متسائلا: مين بخاري؟ لم أجبه بل طلبت منه أن يسأل صاحبه: هل يشمون في السنغال الروائح المختلفة التي تنبعث من بعض الأندية ومن الاتحاد السعودي لكرة القدم؟ ولم أترك له فرصة ليقاطعني، وسألته بشكل متتابع: هل لا زالوا كمشعوذين يتلقون طلبات من بعض الرياضيين السعوديين لعمل «الدمبوشي» قبل المباريات والنهائيات المهمة؟ وهل يستطيع صاحبك أن يأتينا باسم من يسرب خطابات نادي النصر السرية بشكل متعمد ومتكرر؟ وقلت للشيخ عبدالرحمن: سأضاعف لك المبلغ إن أتيتني بخبر منتخبنا الوطني الذي غاب عن الإنجازات منذ أكثر من عشر سنوات، فإذا كان معمولا له عمل فليفكه، فقد ظهر جيل جديد من السعوديين لم يشاهد منتخب بلاده في منصات التتويج، وبعد أن أكثرت عليه من هذه الأسئلة فهم الشيخ المزعوم أنني أسخر منه، وأستهزئ به، فقفل الخط، ولا أظنه سيعود ليتصل ثانية. وداعا أحمد مسعود بحزن تلقيت نبأ وفاة الراحل أحمد مسعود، لقد خسر الوسط الرياضي برحيله أحد الوجوه المضيئة التي تحسن من صورة الوسط الرياضي وتعزز الثقة فيه، لم يكن الفقيد شخصية عادية، وهو لا يشبه أي رئيس آخر. ظروف وفاة أحمد مسعود رحمه الله ذكرتني بظروف وفاة عبدالله الدبل، كلاهما ودع الحياة وهو يخدم الرياضة السعودية.