دقت دراسة علمية ناقوس الخطر على مستقبل أفيال الغابات الأفريقية النادرة التي تلعب دورا أساسيا في تجديد الغابات المطيرة في وسط القارة، إذ أظهرت أن الفيلة ستحتاج إلى ما يقرب من قرن من الزمان لتتعافى من حملة الصيد الجائر للحصول على العاج بسبب معدل المواليد البطيء لديها. ونشرت الدراسة التي أجرتها جمعية الحفاظ على الحياة البرية ومقرها نيويورك أول تحليل لأعداد الفيلة صعبة الرصد بسبب محيطها النائي كثيف الأشجار. لكن ذلك المحيط الاستوائي كثيف الأشجار الذي تقطنه الأفيال لم يردع الصيادين الذين تسببوا في انخفاض أعدادها بنسبة هائلة بلغت 65% في الفترة بين عامي 2002 و2013 لتلبية الطلب المتزايد على العاج من الصين واقتصادات أخرى سريعة النمو في آسيا. وقال بيتر ريج من جامعة كورنيل وهو أحد الباحثين في الدراسة لرويترز «في الوقت الراهن انخفضت الأعداد بشكل كبير من 100 ألف إلى نحو 70 ألفا حاليا». وأضاف: «للعودة للأعداد التي كانت عليها قبل عام 2002 مع الأخذ في الاعتبار معدل المواليد يمكن أن يستغرق الأمر ما يقرب من 100 عام لتتعافى». وقالت الدراسة التي نشرت في دورية (جورنال أوف أبلايد إيكولوجي) إن الأمر ينطوي على مخاطر تتخطى مصير نوع واحد من الحيوانات إذ يعتبر علماء الأحياء أن أفيال الغابات «فصيل رئيسي» يلعب دورا حيويا في سلامة قوة الأنظمة البيئية في وسط أفريقيا. وتعتمد الكثير من النباتات والأشجار على الأفيال لنشر بذورها خلال عملية إخراج الفضلات. وقال ريج «بنية الغابة ستتغير إذا لم يكن هناك ما يكفي من الأفيال لنشر تلك البذور». ولصحة الغابات المطيرة في وسط أفريقيا تأثيرات عالمية، إذ أنها ثاني أكبر ممتص للكربون على الكوكب بما يعني أنها تبطئ من عملية تغير المناخ. وخلصت الدراسة إلى أن أنثى فيل الغابات تلد في عمر يتراوح حول 23 سنة صغيرا واحدا كل خمس أو ست سنوات وهو معدل أبطأ من أنواع أخرى من الفيلة.