في الخليج العربي نماذج ناصعة امتزجت مسيرتها في الحقل الدبلوماسي بالأدب والشعر والفن، فأضفت على مهماتها الدبلوماسية رونقا خاصا، وجعلت من شخوصها جسورا للتواصل الثقافي ومحورا للحديث في المنتديات الثقافية في البلاد أو المنظمات التي انتدبت للعمل بها. قائمة الخليجيين الطويلة من الأسماء الدبلوماسية صاحبة مهارة اللسان وسحر البيان، استطاعت أن تخوض باقتدار حقول الأدب والشعر والفن، وتمكنت من إدارة معاركها بروح الشاعر وعقل الدبلوماسي. من هذه الأسماء (مثالا لا حصرا): الفنان والعازف والمسرحي حمد عيسى الرجيب الذي تولى منصب سفير الكويت في القاهرة ما بين عامي 1966 و1976، والشاعر والصحافي الكويتي يعقوب عبدالعزيز الرشيد الذي كان أول سفير لبلاده في الهند ثم تولى سفارة الكويت في الأردنوتركيا وكينيا وزائير، والشاعر والروائي الدكتور غازي بن عبدالرحمن القصيبي رحمه الله سفير المملكة العربية السعودية في البحرين في السبعينات وسفيرها لدى المملكة المتحدة وجمهورية أيرلندا في الثمانينات والتسعينات، والشاعر والقاص وكاتب المسرحيات حسن عبدالله القرشي السفير السعودي الأسبق لدى موريتانيا والسودان، والشاعر الأديب عبدالعزيز محيي الدين خوجة سفير السعودية الحالي في الرباط والذي شغل من قبل منصب السفير في تركيا وروسيا الاتحادية ولبنان، والشاعر والأديب المرحوم محمد الفهد العيسى الذي كان سفيرا للسعودية في كل من موريتانيا وقطر والكويت والأردن وسلطنة عمانوالبحرين على التوالي ما بين عامي 1972 و2000، والشاعر والدبلوماسي الإماراتي محمد أحمد المحمود البلوشي الذي كان سفيرا لبلاده في باكستان من 1987 الى 1993 ثم سفيرا لها في مصر ما بين عامي 1993 و2001 فسفيرا لها في ألمانيا من 2004 إلى 2012، والأديب الشاعر المرحوم أحمد بن علي آل مبارك الذي شغل مناصب دبلوماسية مختلفة في سفارات السعودية في الأردن والكويت وقطر وغانا وقنصليتها في البصرة، والأديب الشاعر السعودي محمد حسن الفقي الذي كان سفيرا للرياض في جاكرتا في الخمسينات، والشاعر السعودي عمر محمد الكردي الذي خدم كقنصل لبلاده في مصر في الثمانينات ومندوب لها لدى الجامعة العربية في عام 1996 ثم سفير لها في النمسا وسلوفينيا في عام 1998. ولا ننسى في هذه العجالة اسم المؤرخ والشاعر السعودي خير الدين الزركلي الذي عينته الرياض وزيرا مفوضا لها لدى الجامعة العربية في عام 1951 ثم سفيرا ومندوبا لدى المغرب في عام 1954 فوزيرا مفوضا ومندوبا فوق العادة لدى اليونان. وكذلك اسم الشاعر السعودي فؤاد عبدالحميد الخطيب الذي عمل سكرتيرا أول في سفارة بلاده في باكستان والعراق ومستشارا في سفارتها في واشنطن ثم سفيرا لها في نيجيرياوتركيا وبنغلاديش والنيبال وماليزيا، واسم الشاعر محمد الحمد الشبيلي الذي تولى قنصلية المملكة العربية السعودية في البصرة في الخمسينات ثم تولى سفاراتها في الباكستان والهند والعراق وأفغانستان وماليزيا في الفترة ما بين أواخر الخمسينات ومطلع السبعينات.