أكد اختصاصيان ل «عكاظ» أهمية زيارة ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان إلى كل من الصين واليابان في طرح تصورات لمعالجة الأزمات العربية في سورية واليمن وليبيا والعراق، وبيّنا أن تمتعه بصيت واسع النطاق على المستويات الدولية والأوروبية والعربية يعطي وزنا خاصا لجولته الشرق الآسيوية، ورئاسته لوفد المملكة في قمة ال 20 التي تستضيفها الصين في مدينة هانغتشو. ورأت كارولا جريفين فون شماتوف رئيسة مجلس إدارة شركة هونغ كونغ وشاينغهاي للخدمات المصرفية «إتش أس بي سي» فرع دوسلدورف في ألمانيا أن الصين فتحت مجالات عديدة للتعاون في الملف الاقتصادي والمصرفي ومشاريع الاستثمارات من خلال مبادرة الحزام الاقتصادي لطريق الحرير التي أطلقتها الصين عام 2013، لافتة إلى أن المشاورات السعودية الصينية ستؤكد على التعاون في هذا الإطار، لا سيما أن عدداً من رجال الأعمال العرب يشاركون في مشاريع هذه المبادرة، وأفادت أن الصين تتطلع للتعاون مع المملكة في ملفات عديدة اقتصادية وسياسية واستثمارية فضلا عن التعاون في رؤية 2030، مما يجعل الزيارة ذات أهمية خاصة، لا سيما للمشاركة الكبيرة من جانب السعودية في قمة ال 20. من جهته، قال البروفيسور والخبير في شؤون الصين الأستاذ في جامعة برلين الحرة ايبرهارد زاندشنايدر: كون الصين من الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، فإن المملكة ستقدم خلال الزيارة تصورات لما ينبغي أن يكون عليه الدور الصيني لدعم حل أزمات الملفات العربية وعلى رأسها الأزمات السورية واليمنية والليبية والعراقية، وملف محاربة الإرهاب. وأضاف أن التعاون المستقبلي ما بين المملكة والصين يأتي في ضوء مبادرة الحزام الاقتصادي لطريق الحرير الذي أعاد إنعاش شبكة الطرق التجارية والثقافية بين الشمال والجنوب والغرب والشرق، ما يمهد لأسواق استثمارية واسعة النطاق، سيكون للمملكة فيها دور فعال ومهم جداً، لا سيما من خلال انطلاقة 2030 وما تحمله من فرص تنموية واستثمارية تتعلق بمستقبل المملكة في القرن ال 21. وركز السياق نفسه على العضوية السعودية في قمة مجموعة الدول ال 20، وطرح جدول أعمال لتطوير الاقتصاد في الدول النامية والعالم، لافتاً إلى أن المملكة تبذل جهوداً حثيثة للتخفيف من حدة الفقر والمجاعة التي تفاقمت بعد الأزمات السياسية في سورية واليمن خصوصاً، وتنفذ أعمالاً إنسانية تشمل ملفات غذائية وطبية ومشاريع للتنمية المستدامة. وتوقع زاندشنايدر أن تركز قمة ال 20 على الملفات الإنسانية والسياسية بجانب الاقتصادية والمالية، والتعرف على رؤية 2030. والتي ستكون ضمن أولويات ملفات ولي ولي العهد في جولته الحالية في كل من الصين واليابان.