جاءت زيارة ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز لإسلام أباد (الأحد الماضي) في مستهل جولة آسيوية تشمل كلا من الصين واليابان، قصيرة في وقتها إلا أنها كانت عميقة في مضامينها، إذ ناقش الأمير محمد بن سلمان مع رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف قضايا متعددة تتعلق بتعزيز الشراكة الإستراتيجية بين الرياض وإسلام أباد في جميع الميادين السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية وقضايا الطاقة، والتنسيق بين البلدين لإرساء الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وجنوب آسيا، فضلا عن تقوية التعاون في المجالات الأمنية ومكافحة الإرهاب وتفعيل التنسيق في التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب. وقال نواز شريف في تصريحات خاصة إلى «عكاظ»: إن زيارة الأمير محمد بن سلمان رغم قصرها، إلا أنها كانت عميقة في المضامين التي تمت مناقشتها معه، تضمنت دعم الشراكة الإستراتيجية بين البلدين في جميع المجالات والتعامل بحزم وقوة مع آفة الإرهاب وتعزيز التعاون في التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب. وأضاف شريف: «إن مكافحة الإرهاب وتعزيز التعاون مع الرياض في الجوانب الأمنية يعتبر في أولويات العلاقات الثنائية»، مشددا على أن أمن السعودية من أمن باكستان والعكس صحيح. وأشار شريف إلى أن الرؤية السعودية 2030 التي أطلقها سمو الأمير محمد بن سلمان تعتبر مشروعا متكاملا لنقل السعودية إلى مصاف الدول العالمية المتقدمة اقتصاديا واستثماريا وسياسيا. وأكد شريف حرص بلاده على أهمية التنسيق مع السعودية لتعزيز التضامن الإسلامي وتفعيل العمل الإسلامي المشترك ومواجهة التهديدات بقوة وحزم وحل قضايا الأمة الإسلامية عبر تنفيذ قرارات الشرعية خصوصا القضية الفلسطينية. من جهة أخرى، وصفت الأوساط العسكرية الباكستانية زيارة الأمير محمد بن سلمان بأنها كانت إيجابية وذات تأثير عال لتعزير الشراكة الإستراتيجية بين البلدين. وأوضحت المصادر العسكرية أنه تم خلال الزيارة تعزير التعاون في المجالات العسكرية. بدورها، اعتبرت الأوساط السياسية الباكستانية الزيارة نقلة نوعية في الشراكة الإستراتيجية بين البلدين وتعكس اهتمامهما بتعزيزها وتنميتها في جميع الميادين، مشيرة إلى أن الرؤية الإستراتيجية 2030 قوبلت بإعجاب واهتمام في جميع الأوساط الباكستانية لما تضمنته من مبادرات مهمة لتعزيز دور السعودية اقتصاديا واستثماريا في الداخل والخارج. وتعتبر زيارة ولي ولي العهد لباكستان بناء على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان هي الثانية منذ تقلده منصب ولي ولي العهد. وكان الأمير محمد بن سلمان قد عقد أمس الأول مع نواز شريف مباحثات تناولت تطورات الأحداث على الساحتين الإسلامية والدولية، واستعرضا العلاقات الثنائية المتينة بين المملكة وباكستان، وسبل مواصلة تطويرها في مختلف المجالات.