في خمس ساعات فقط، هي مدة زيارة الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد إلى إسلام أباد البارحة الأولى، تمكن الأمير الشاب من الحصول على تأكيدات من القيادة السياسية والعسكرية الباكستانية، حيال تعزيز التعاون والعمل لمكافحة الإرهاب والتطرف سواء من خلال التنسيق الثنائي، أو عبر مشاركة إسلام أباد القوية في التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب، فضلا عن تعزيز الشراكة الإستراتيجية في جوانبها السياسية والدفاعية والعسكرية والأمنية والاستخباراتية، والتنديد باقتحام مقر البعثة الدبلوماسية السعودية في إيران وضرورة احترام معايير العلاقة الدولية والالتزام بمبدأ عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى والسعي الحثيث لتقوية تماسك كيان الأمة الإسلامية وإجراء مشاورات سياسية مرتين في السنة بالتناوب في إسلام أبادوالرياض. لقاء الأمير محمد بن سلمان مع رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف، استمر ساعة كاملة تحدث خلالها شريف بكل حميمية عن حرص حكومته على تعزيز الشراكة الإستراتيجية مع السعودية وأن باكستان تقدر باهتمام عال علاقاتها مع الرياض. من جهته قال ولي ولي العهد إنه شعر خلال زيارته القصيرة للباكستان أنه بين أهله وإخوانه، مؤكدا أن المملكة حريصة على تقوية علاقاتها مع إسلام أباد في جميع المجالات. نواز شريف قال في تصريحات ل «عكاظ» خلال اتصال هاتفي إن لقاءه مع الأمير محمد بن سلمان كان حميميا وشفافا، معربا عن سعادته وإعجابه بفكر الأمير الشاب السياسي ورؤيته حيال التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط. وأفاد شريف بأن الشعب الباكستاني لن ينسى مواقف المملكة بجانبه في الظروف الصعبة، مؤكدا أن الباكستان حكومة وشعبا سيقفون على الدوام إلى جانب المملكة ضد أي تهديد لسلامة أراضيها وسيادتها ولن يسمحوا بأي حال من الأحوال المساس بأرض الحرمين الشريفين، مشيرا إلى أن باكستان ترحب بتشكيل التحالف الإسلامي ضد الإرهاب ومستعدة للمشاركة فيه من خلال تجربتها في مكافحة الإرهاب. وعلمت «عكاظ» من مصادرها أنه تم الاتفاق خلال زيارة الأمير محمد بن سلمان على مواصلة توسيع العلاقات في جميع مجالات التعاون، بما في ذلك الدفاع والأمن وتعزيز التجارة الثنائية وزيادة الاستثمارات السعودية في باكستان، وخاصة في قطاع الطاقة، فضلا عن عرض الباكستان لتجربتها العسكرية في مجال المتطرفين والإرهابيين في المناطق الجبلية في التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب وعمليات التدريب. وأشارت المصادر إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد مزيدا من التعاون بين البلدين في الجوانب العسكرية والدفاعية والسياسية وتبادل الزيارات على أعلى المستويات. من جهة أخرى فإن لقاء الأمير محمد بن سلمان مع قائد أركان الجيش الجنرال راهيل شريف، والذي استغرق أيضا ساعة كاملة، في مقر القيادة العامة للجيش في مدينة راولبندي، مثل أهمية كبرى، حيث جرى خلاله استعراض طبيعة مشاركة الباكستان في التحالف الإسلامي وإعطاء دفعة للعلاقات الدفاعية والعسكرية من خلال عمل مؤسساتي، خاصة أن قيادة أركان الجيش قامت بإعداد عرض متكامل عن القوات الإستراتيجية للجيش الباكستاني والذي لقي إعجابا شديدا من الأمير محمد بن سلمان. الى ذلك وصل الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز إلى الرياض أمس، بعد زيارة لباكستان؛ بناء على توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز واستجابة لدعوة الحكومة الباكستانية.