اللوبي الإعلامي الحوثي الإيراني يقوم بجهود محمومة هذه الأيام مستفيدا من الخبرة الإيرانية في خلق صورة ذهنية سلبية عن الذين يختلفون معها في سياساتها العدائية التدخلية في شؤون غيرها وإضرام النار في محيطها، تركز هذه الجهود على جانب عاطفي إنساني هو الأطفال والمرضى والمدنيين في المهام التي تنفذها قوات التحالف على اعتبار أن التحالف يستهدفهم أكثر مما يستهدف الأهداف العسكرية المحددة، وقد تحقق ما يصبون إليه من تزييف الحقائق وتضليل بعض المنظمات الإنسانية والحقوقية الدولية بمعلومات مغلوطة لكنه في النهاية حقق بعض أهدافه باستمالة تلك المنظمات لصالحه فبدأت تمارس ضغوطا إعلامية على الدول المؤيدة للتحالف والراعية لمفاوضات إحلال السلام في اليمن والأمم المتحدة لصالح الأطراف المتسببة في أزمة اليمن. حدث ذلك في بريطانيا وأمريكا ودول أخرى وأصبحت قضية مثارة في الرأي العام تؤثر على القرار أو التوجه السياسي حيال الأزمة اليمنية ليكون ضد التحالف أو غير مؤيد له كأضعف الإيمان. في المقابل، وللأسف، نحن نقف موقف غير المبادر أو حتى غير المدافع عن موقفه المشروع بأساليب وآليات فعالة رغم أهمية وحساسية هذه القضية، وبوضوح أكثر فإن خطابنا يركز على الداخل بأسلوب إنشائي وكأن الداخل هو المشكلة وهو المستهدف الرئيسي بالتوضيح، الجهتان الوحيدتان المعنيتان بحقوق الإنسان لدينا شبه غائبتين عن هذه القضية الهامة، وإن حضرت أحيانا فإن خطابها لا يختلف عن الخطاب التقليدي غير المؤثر، تقوقع على الداخل وإغفال للخارج حيث تكمن المشكلة، والمبادرات لمواجهة الخطاب المضاد بأسلوب غير احترافي. تأملوا فقط الكلمة القصيرة التي ألقاها وزير الخارجية عادل الجبير باللغة الإنجليزية في مؤتمر جدة قبل يومين التي لخص فيها جوانب المشكلة اليمنية وملابساتها، والكلمة التي ألقاها سابقا ردا على المندوب الإيراني في بروكسل، مقابل آلاف العناوين والكلمات التي يدلقها خطابنا المحلي كل يوم وقارنوا الفرق في التأثير والاهتمام العالمي. لقد قلنا سابقا وكررنا القول وأكدنا أننا في مواجهة إعلامية كبرى بخصوص أزمة اليمن بالذات وغيرها لكننا ما زلنا نخاطب الرأي العام في لندن وواشنطن وموسكو وباريس بذات الخطاب الذي نوجهه للمتلقي في الرياضوجدة وجيزان والدمام وتبوك. وتلك مشكلة كبرى. [email protected]