يتخلف مركز وادي الجناح (17 كلم شمال عنيزة) عن الركب التقني، فالبلدة تعاني من غياب الشبكة العنكبوتية، ما يجبر الأهالي على التوجه إلى عنيزة لإنجاز معاملاتهم اليومية في المحلات التي تقدم خدمة الإنترنت. ولم تقتصر معاناة وادي الجناح عند هذا الحد، فتعليم الأبناء والبنات يتوقف فيها عند المرحلة الابتدائية، ومن يرغب منهم إكمال دراسته عليه خوض رحلات يومية إلى عنيزة قاطعا 34 كيلومترا ذهابا وإيابا. وينشد الأهالي إنهاء معاناتهم سريعا بتأسيس مدارس للمرحلتين المتوسطة والثانوية للجنسين، إضافة إلى الاهتمام بالخدمات البلدية في وادي الجناح، ومعالجة العشوائيات وتعبيد الطرق ورصفها وإنارتها، مع تأسيس مركز صحي وآخر للدفاع المدني. وشكا نهار الحميد من النقص الحاد الذي يعانيه مركز وادي الجناح في الخدمات، لافتا إلى أن القرية تفتقد لمدارس للمرحلتين المتوسطة والثانوية للبنين والبنات. وذكر الحميد أن الطلاب والطالبات بعد اجتيازهم المرحلة الابتدائية، يضطرون للانتقال لتلقي التعليم في عنيزة قاطعين نحو 34 كيلومترا يوميا، متكبدين المشقة اليومية، فضلا عن الإنهاك المادي الذي يعانيه ذووهم، بتخصيص سيارات لنقلهم، مشددا على أهمية إنهاء هذه المشكلة في أسرع بتأسيس مدارس في المركز الذي يحتضن أكثر من ستة آلاف نسمة. وألمح خالد السعيد إلى أن الأهالي يعيشون حالة من القلق كلما خرج أبناؤهم لتلقي التعليم في عنيزة، خشية مخاطر الطريق المتهالك، بعد أن تزايدت حوادث السير عليه، متمنيا أن يدرس أبناؤهم المرحلتين المتوسط والثانوية في قريتهم وبين ذويهم، ويتفرغون للتعليم لا للرحلات اليومية الطويلة. ورأى مزيد المزيد أن مركز وادي الجناح بحاجة ماسة إلى مركز صحي يقدم لهم الخدمات الطبية، مؤكدا أن أكثر من ستة آلاف نسمة يعيشون في القرية يحق لهم تخصيص مستوصف للرعاية الصحية يخدمهم، بدلا من الانتقال إلى عنيزة، من أجل المراجعة والتطعيمات للأطفال. وانتقد سلمان السلمي حرمان وادي الجناح من مركز للدفاع المدني يباشر الحرائق التي تشتعل فيه بكثافة، نظرا لأنه منطقة زراعية ودائما ما تندلع النار في المزارع والحقول، ملمحا إلى أن الأهالي يضطرون لإخماد النيران بأنفسهم ما يعرضهم لكثير من الأضرار والإصابات. وذكر أن طريق القرية المتهالك تقع فيه حوادث السير، وتحترق السيارات وكثيرا ما يقفون عاجزين عن فض التحامها، معتبرا تأسيس مركز للدفاع المدني في وادي الجناح بات ضرورة. وطالب أحمد عبدالله بضرورة إنهاء العشوائيات التي تطغى على القرية، من خلال إعادة تخطيطها بطريقة حضارية، مشيرا إلى أن المناطق العفوية تخبئ في حناياها كثيرا من السلبيات، كانتشار العمالة المخالفة التي ترتكب فيها تجاوزات بعيدا عن أعين الأمن. واعتبر عبدالعزيز الفهد وادي الجناح متأخرا كثيرا عن الركب التقني، مشيرا إلى أنهم محرومون في القرية من خدمات الاتصالات والإنترنت، ما يجبرهم على التوجه إلى عنيزة لإنجاز المعاملات الحكومية التي تتطلب شبكة عنكبوتية. وناشد الفهد الجهات المختصة النظر إلى مركزهم باهتمام ورفده بكثير من المشاريع التنموية الأساسية، مشيرا إلى أن مركزهم يصل إلى حدود محافظة البدائع (أكثر من 20 كيلومترا عن محافظة عنيزة). بدوره، أفاد رئيس مركز وادي الجناح خالد بن طلال السليم بأن العمل الإداري بالمركز بدأ في عام 1397، لافتا إلى أن القرية كانت موطنا لبني خالد، وعثر بينها وبين وادي أبوعلي في منطقة مصيول على آثار تاريخية موغلة في القدم. وبين أن خدمات وادي الجناح تشمل العديد من القرى التي يغلب عليها الطابع الزراعي منها المدوية والمرغلة، ملمحا إلى أن القرية تحتضن أكثر من 1500 مزرعة تنتج التمور والشعير وأنواع الحبوب، ويسكنها أكثر من ستة آلاف نسمة، ويعود تاريخها إلى 200 عام. وأوضح أنها تستفيد من قربها من الخطوط السريعة حيث يخترقها الخط السريع المعروف (بخط القصور) القادم من جنوببريدة إلى شمال محافظة عنيزة، لافتا إلى أن إدارة التعليم في عنيزة أمنت وسائل النقل لطلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية في عنيزة لإكمال دراستهم.