لا يعكر الأجواء العليلة التي تتمتع بها قرية الحائرية الواقعة على ضفة وادي تربة، سوى حوادث السير القاتلة التي تقع بكثافة على طريقها الممتد إلى تربة، إضافة إلى افتقادهم للخدمات التنموية الأساسية مثل غياب مدرسة للمرحلة الثانوية، ما يدفع الطلاب والطالبات لقطع 26 كلم يوميا لتلقي التعليم في المحافظة. و وتعاني القرية التي يقطنها نحو ثلاثة آلاف نسمة من عزلة إثر غياب وسائل الاتصالات، فيضطر الأهالي إلى التوجه للمدن لإنجاز معاملاتهم اليومية عبر الشبكة العنكبوتية. وأوضح المعلم في مدرسة الحائرية محمد البقمي أنه يوجد في القرية مجمعان تعليميان للطلاب والطالبات، يحويان مرحلتي الابتدائية والمتوسطة فقط، مشيرا إلى أن أبناء القرية يضطرون لقطع 26 كلم يوميا ذهابا وإيابا لدراسة الثانوية في محافظة تربة، ما يعرضهم لحوادث السير. وتساءل البقمي عن أسباب عدم افتتاح مدرسة ثانوية في القرية، خصوصا أنه يوجد عدد كاف من الطلاب لافتتاحها، لافتا إلى أن هناك ضرورة لتأسيس المدرسة حقنا للدماء الطلاب والطالبات. من جهته، روى محمد بن شباب قصة مصرع ابنه في حادث سير على طريق الحائرية-تربة، مشيرا إلى أن سيارة ارتطمت بمركبة ابنه وجها لوجه عند مدخل القرية، ملمحا إلى أنه فقد اثنين من أبناء عمومته في نفس الحادث. وتمنى أن تنتهي معاناتهم بالتسريع في تنفيذ مشروع أزدواجية الطريق، مشيرا إلى أنهم باتوا يخشون السير فيه بعد ازدياد الحوادث. بينما، شكا شارع مقبل من غياب خدمة الاتصالات في القرية، ملمحا إلى أنهم يضطرون إلى الانتقال إلى تربة لإنجاز معاملاتهم اليومية عبر الانترنت. وذكر أن الهاتف الريفي (الأثير) الذي قدمته لهم شركة الاتصالات لم يجد نفعا معهم، لافتا إلى أنهم عزفوا عنه لخدمته السيئة. في حين، طالب راجح سعد بتوسعة جامع القرية، مشيرا إلى أن فاعل خير شيده في التسعينات الهجرية وتقام فيه الصلوات الخمس وخطبة الجمعة، بيد أنه ضاق بالمصلين ويفتقد للتكييف الجيد، وبات بحاجة ماسة للترميم وتجديد فرشه. وعلى خط مواز، أكد مصدر مسؤول في إحدى شركات الاتصالات في تربة أن الهواتف الثابتة لم تصل للقرية بعد، مشيرا إلى أن الأهالي عزفوا عن الهاتف الريفي لعجزه عن تقديم خدمات جيدة للسكان.