يوم دموي ثان في مدينتي حلب وإدلب شمال سورية، إذ وقع أكثر من 25 قتيلا بقصف القاذفات الروسية على المدينتين استهدفت مدينة إدلب وأحياء مدينة حلب الشرقية ومنطقة الراموسة، وذلك بعد يوم دام بلغت حصيلة القتلى المدنيين فيه 76، فضلا عن إصابة العشرات، نتيجة للغارات التي استهدفت عدة مدن ومحافظات سورية. وشهدت مدينة حلب قصفا روسيا بالفوسفور الحارق، بينما دمرت طائرات التحالف الدولي جسرا إستراتيجيا للمعارضة جنوبالمدينة وتسببت في سقوط ضحايا مدنيين. واستهدفت الغارات الروسية أحياء الهلك والسكري والصاخور، بينما تعرضت مدينة دارة عزة بريف حلب الغربي لسبع غارات جوية وقصف عنيف غير مسبوق، كما استهدفت غارة جوية مشفى «الريح المرسلة» في المدينة، ما أدى إلى خروجه عن الخدمة. واعتبرت واشنطن استمرار استخدام روسيا لقاعدة همدان العسكرية الإيرانية لضرب أهداف في سورية لا يساعد في الوصول إلى وقف للاقتتال في هذه الدولة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مارك تونر أمس (الأربعاء) إن قانوني الوزارة الذين يعكفون على دراسة ما إذا كانت روسيا قد انتهكت قرارا لمجلس الأمن الدولي، لم يتوصلوا بعد إلى نتيجة حاسمة. وكان تونر وصف هذه الخطوة الروسية بالمؤسفة، قائلا أمس الأول (الثلاثاء) إن الولاياتالمتحدة تبحث في ما إذا كان ذلك التحرك ينتهك قرار مجلس الأمن رقم 2231 الذي يحظر توريد وبيع ونقل طائرات مقاتلة إلى إيران. وفي المقابل، أبدت موسكو انزعاجها من الإشارات الأمريكية بأن تعاونها مع إيران ينتهك ذلك القرار الدولي. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية الميجر جنرال إيجور كوناشينكوف في بيان «ليس من عادتنا تقديم النصح لقيادة وزارة الخارجية الأمريكية، لكن من الصعب أن نحجم عن أن نوصي ممثلي الوزارة بأن يراجعوا منطقهم ويتحققوا من معرفتهم بالوثائق الأساسية الخاصة بالقانون الدولي». من جهة ثانية، علمت «عكاظ» من مصادر سورية معارضة أن ثمة ضغوطا دولية على هيئة المفاوضات العليا من أجل الذهاب إلى جولة من المفاوضات مع النظام السوري، في ظل القصف الروسي وتصعيد النظام على الأرض. ورأت المصادر أن التصعيد الروسي الأخير يأتي في إطار الضغط على الهيئة للبدء بجولة جديدة من المفاوضات، إلا أن المصدر أكد أن الهيئة لن تذهب إلى جولة جديدة من المفاوضات في جنيف بدون جدول واضح تؤول فيه هذه المفاوضات إلى مرحلة انتقالية، مشددا أن المعارضة لن تقبل بأي حال من الأحوال استمرار الأسد في المرحلة الانتقالية. ويسعى المبعوث الأممي للأزمة السورية ستيفان دي ميستورا إلى إعلان جولة جديدة من المفاوضات، وسط مساع لتثبيت هدنة جديدة في حلب لمدة 48 ساعة على أن يتم تمديد هذه الهدنة لتحسين أجواء التشاور.