تشهد العلاقات السعودية - الفرنسية مزيدا من الخطوات التطويرية، وتكتسب أهمية خاصة في ظل المتغيرات الدولية والإقليمية المتسارعة التي تتطلب تبادل الآراء وتنسيق المواقف بين الرياض والدول المؤثرة عالميا التي تحظى فيها باريس بمكانة مميزة. ويحرص البلدان بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، على القيام بدور فاعل في تحقيق الأمن والاستقرار والسلام في العالم بشكل عام، وفي المنطقة على وجه الخصوص. ويعبّران في كل مناسبة عن ارتياحهما التام لتطور العلاقات الثنائية في مختلف المجالات سياسيا، وعسكريا، واقتصاديا، وثقافيا، وتطابق وجهات النظر حيال الكثير من القضايا المشتركة. ويجمع السياسيون والدبلوماسيون على أن العلاقات السعودية - الفرنسية تمر بفترة تعاون لم يسبق لها مثيل، منذ وصول الرئيس فرانسوا هولاند إلى قصر الإليزيه في مايو 2012 حيث عمد إلى إعادة تقويم سياسة فرنسا العربية والشرق أوسطية واتخذ خيار الرهان على المملكة العربية السعودية كشريك إستراتيجي أساسي. وتدرك فرنسا جيدا الدور الذي تحتله المملكة، خليجيا وعربيا وإسلاميا ودوليا من خلال مساهمتها في الاقتصاد العالمي عبر مجموعة العشرين، أو الدور المتوازن الذي تمارسه في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك). وفي هذا الإطار، تستعد فرنسا لعقد مؤتمر دولي موسع الشهر القادم دعما للموقف السعودي من الأزمة اليمنية، ولاتخاذ موقف دولي موحد دعما لمواقف السعودية، وتحديد آليات الدعم الأممي. ويؤكد مستشار الرئيس الفرنسي للشؤون الإستراتيجية، فرانسوا ريفاردو، أن بلاده تؤيد تماما الدور السعودي في اليمن، على مختلف الأصعدة، سواء دعم الشرعية أو العمل على إعادة الاستقرار، ووضع حد لتمدد الميليشيات في البلاد، إضافة إلى المساعدات الإنسانية وجهود الإغاثة، وإعادة الحياة إلى طبيعتها في مختلف المحافظات اليمنية. ووصف جهود المملكة في هذا الاتجاه ب«العظيمة»، انطلاقا من مسؤوليتها تجاه محيطها الإقليمي، ودعم الروابط الدينية والإنسانية، وروابط الجوار بين الشعبين اليمني والسعودي، فضلا عن دورها المشهود لوضع حد للصراع الدائر في سورية، وإيجاد حل عادل وشامل لإنهاء الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، وفقا لمبادرة السلام في الشرق الأوسط، والقرارات الدولية.