الحفاوة البالغة التي استُقبِلَ بها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، أمس في قصر الإليزيه في باريس، وحفل العشاء الذي أقامه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند على شرف الأمير يؤكدان الدور الكبير والمؤثر للمملكة في السياسة الخارجية. الدلالة الرمزية للمباحثات الثنائية التي تطرقت إلى التعاون الدولي في مواجهة خطر الإرهاب والجماعات التكفيرية، وكيفية تعزيز صمود الجيش اللبناني، كانت من بين أبرز الملفات التي تم التطرق إليها في المحادثات بين الجانبين السعودي والفرنسي. التصريحات المرافقة التي أدلى بها صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله، وزير الحرس الوطني، أكدت، بحسب ما ورد على لسان سموه أن «وجهات النظر بين فرنسا والسعودية متطابقة إلى حد بعيد» بهدف العمل من أجل «الاستقرار والأمن في المنطقة». يلاحظ هنا، أن الملفات الإقليمية الكبرى، لا بدّ وأن تكون المملكة حاضرة فيها بقوة، وأنها لاعب أساسي ومهم، لا يمكن إغفال دوره، وهو ما يظهر من خلال العلاقات المميزة التي تربط المملكة بالقوى الدولية الكبرى، التي تسعى إلى المساهمة في فرض الاستقرار والسلام والأمن، ومواجهة الجماعات الإرهابية ومن يقف خلفها ويدعمها. العلاقات السعودية – الفرنسية، اكتسبت أهمية كبيرة إثر الزيارة التاريخية التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى باريس في عام 2007، مما أسهم في تعزيز وتطوير العلاقات الوثيقة بين البلدين. كما مكنت زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى المملكة في عام 2013، من تحقيق تطور متزايد لعلاقات التعاون والتكامل بين البلدين، ووضعها على مسارات جديدة وعالية من التنسيق والتعاون. إن القيمة الاستراتيجية للزيارة التي يقوم بها ولي العهد، تنبع من كونها تندرج في إطار حرص المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين على تعزيز مستوى التنسيق بين البلدين تجاه كافة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، لا سيما وأن فرنسا واحدة من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، وعاصمة سياسية مؤثرة في صنع القرار الدولي.