أثار انطلاق مقاتلات روسية من قاعدة عسكرية إيرانية لقصف أهداف في سورية لأول مرة أمس (الثلاثاء) ردود فعل متباينة. ففيما أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في مؤتمر صحفي أن العراق منح روسيا إذنا باستخدام مجاله الجوي شريطة أن تستخدم الطائرات الروسية ممرات على الحدود العراقية، وألا تحلق فوق المدن العراقية، اعتبرت واشنطن ذلك التطور مؤسفا لكنه غير مفاجئ. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مارك تونر أن ذلك يخالف قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231. وأوضح أن أمريكا ما تزال تقوّم مدى التعاون الروسي-الإيراني في هذا الشأن. بيد أنه أضاف قائلا إن استخدام روسيا لقواعد إيرانية لن يمنع الولاياتالمتحدة بالضرورة من التوصل إلى اتفاق مع موسكو للتعاون في القتال ضد تنظيم داعش. وأفاد المتحدث باسم التحالف الدولي لمحاربة داعش الكولونيل كريس غارفر بأن روسيا أبلغت التحالف مسبقا بالضربات التي وجهتها للتنظيم الإرهابي في سورية انطلاقا من إيران. وقال: «لقد أبلغونا أنهم سيعبرون منطقة يسيطر عليها التحالف، وسعينا إلى التأكد من أمن الطلعات حين عبرت قاذفاتهم المنطقة متجهة إلى أهدافها وحين عادت». وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت في بيان أصدرته في وقت سابق أمس أن قاذفات روسية من نوع «تي يو - 22 ام 3» و«اس يو - 34» أقلعت من مطار همدان في إيران وقصفت أهدافا لداعش وجبهة النصرة في مناطق حلب ودير الزور وإدلب. من جهة ثانية، علمت «عكاظ» من مصادر في المعارضة السورية أن زيارة نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، إلى المنطقة تأتي في إطار إعادة الحديث عن الحل السياسي بوجود الأسد في المرحلة الانتقالية. ووصف المصدر - الذي فضل عدم الكشف عن هويته- أن المحاولات الروسية لإعادة إنتاج الأسد وفرضه في المرحلة الانتقالية بالمهمة الروسية الأخيرة والمستحيلة، خصوصا بعد أن سيطرت المعارضة المسلحة على قسم كبير من مدينة حلب وفك الحصار. وفي سياق متصل، علمت «عكاظ» أن زيارة بوغدانوف إلى الدوحة بهدف التنسيق مع شخصيات معارضة لا تنتمي إلى الائتلاف، مرجحا أن يكون اللقاء مع الرئيس الأسبق معاذ الخطيب.