في أول ظهور رسمي لوكيلة الهيئة العامة للرياضة وقفت الأميرة ريمة بنت بندر على يمين رئيس الهيئة العامة للرياضة الأمير عبدالله بن مساعد في مطار ريو دي جانيرو البرازيلية ضمن الوفد الرسمي السعودي للأوليمبياد. وكانت الأميرة ريمة بنت بندر بن سلطان للتو تلقت سيلا من التهاني على الثقة بتعيينها وكيلا للهيئة العامة للرياضة عندما أعلن رسميا مشاركة أربع سعوديات في دورة الألعاب الأوليمبية الصيفية في البرازيل. كانت اللقطة تعلن بشكل واضح وحاسم عن دخول المرأة السعودية الرياضة من أوسع أبوابها.. الأوليمبياد العالمي، وقبل أن يستوعب كثير من السعوديين هذا المشهد المفصلي ظهرت أربع فتيات سعوديات ضمن البعثة السعودية في العرض الافتتاحي للأوليمبياد، وسريعا تعرف السعوديون عليهن: المبارزة جود فهمي، العداءة سارة عطار، المبارزة لبنى العمير، العداءة كريمان أبوالجدايل. كان حضورهن في حفل الافتتاح طاغيا، ومثيرا، وملهما، عادة يبدأ حضور المرأة بأحمر الشفاه، لكن حضورهن كان بقفزهن فوق الخطوط الحمر التي استحالت إلى خطوط خضر، لوحن بأيديهن للسعوديين وللعالم، ورفعن علم السعودية ولسان حالهن يقول: نحن هنا مثل كل نساء الأرض. صحيح أنها لم تكن المرة الأولى التي تشارك فيها السعودية برياضيات في الأوليمبياد، إذ سبق للعداءة سارة عطار أن شاركت في أوليمبياد لندن 2012، وسبقتها الفارسة دالما ملحس كأول سعودية تشارك في دورة عالمية وتحديدا في دورة الألعاب الأوليمبية الأولى للشباب في سنغافورة 2010، ونالت خلالها ميدالية برونزية في قفز الحواجز، لكن في أوليمبياد ريو اكتسبت مشاركة السعوديات زخما وإثارة غير عادية، وتركت بصمة لن تمحى في تاريخ الأوليمبياد. جود فهمي وبينما كان السعوديون لا يزالون يتجادلون في مواقع التواصل الاجتماعي حول مشاركة فتيات سعوديات في الأوليمبياد ضجت وسائل الإعلام الدولية بخبر انسحاب لاعبة الجودو السعودية جود فهمي من مواجهة اللاعبة الإسرائيلية، ورغم الإعلان الرسمي عن سبب الانسحاب بداعي الإصابة، إلا أن وسائل الإعلام والمراقبين رجحوا أن الانسحاب كان لتجنب مقابلة المنافسة الإسرائيلية حتى لا يحسب هذا على أنه شكل من أشكال التطبيع مع إسرائيل. وأيا يكن السبب الحقيقي فقد سجلت جود فهمي بهذا الانسحاب مكاسب معنوية كبيرة وحازت على ثناء عربي واسع النطاق، واعتبروها حازت على أهم ميدالية في البطولة.. إنها ميدالية الشرف والكرامة. لبنى العمير بطلة سعودية تقدمت بشجاعة للمشاركة في الأوليمبياد، وخاضت التحدي أمام البرازيلية في سلاح الشيش، خسرت المواجهة لكنها كسبت هذا الحضور التاريخي، وحفرت اسمها في السجل الأوليمبي السعودي. سعودية خامسة ومن المفارقات في أوليمبياد ريو أن فتاة سعودية من أم فلبينية هي ياسمين الخالدي (20 عاما) تشارك ضمن الفريق الفلبيني للسباحة، ورغم عمرها الصغير إلا أنها تمتلك سجلا حافلا بالإنجازات الآسيوية، وكأنما مشاركتها في ريو من أجل أن تؤكد أن السعوديات متى ما وجدن الفرصة والدعم هن قادرات على التفوق وتحقيق الإنجازات. مشاركة واقعية والحقيقة أنه لم يكن أحد يطلب أن تخطف المشاركات السعوديات الميداليات، أو يتوقع أن يحققن الأرقام القياسية، فقد دخلن تحديا غير متكافئ مع نجمات محترفات متمرسات، فيما هن لا يحظين حتى بالحد الأدنى من التدريب والتأهيل والإعداد. لقد كان مجرد وجودهن ومشاركتهن إنجازا بحد ذاته. وعندما يسخر بعضهم مما حققته مشاركة الرياضيات السعوديات في المونديال، نسأله بالقدر نفسه من السخرية عما حققه الرياضيون السعوديون في هذا المونديال؟ دروس من التجربة لا شك أن وكيلة الهيئة العامة للرياضة الأميرة ريمة بنت بندر بن سلطان وفريقها سيعكفون على دراسة هذه التجربة، وتقييمها، لاستخلاص العبر والدروس، والاستفادة منها في الإعداد للمشاركات القادمة، خصوصا في مجال الاهتمام بالبطلات السعوديات، وتوفير الفرص التدريبية لهن لتطوير مستوياتهن، وتأهيلهن للمشاركة والمنافسة في الدورات القادمة. كاريمان أبوالجدايل وفي سباق ال100 متر حضرت كاريمان أبوالجدايل، وسجلت رقما قياسيا وطنيا 14.61 ثانية، وحلت سابعا في الترتيب، وقدمت نفسها كعداءة موهوبة، قادرة على تقديم الأفضل لو وجدت العناية والاهتمام والتدريب الذي تجده بقية العداءات العالميات.