في مدينة أبها، حيث يعانق الغيم سفوح الجبال، تقع قلعة شمسان الأثرية التي يزيد عمرها على أكثر من ثلاثة آلاف عام. ويؤكد السكان المحليون ضرورة تطوير القلعة وسط مخاوف من إهمالها بعد تعثر الشركة المناط بها تطوير القلعة. وطالب أحد المهتمين بالتراث في منطقة عسير، حسن مخافة، الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالوقوف على ما وصفه بالإهمال والعبث في قلعة شمسان في مدينة أبها. وقال إن قلعة شمسان الأثرية تكتسب مكانتها من كونها «شيدت قبل الميلاد بآلاف الأعوام، وقد استخدمت في تاريخ المملكة كثكنة عسكرية لفترات عدة، وكان بها مضادات للدفاع الجوي». وأضاف مخافة أن لأهالي عسير ارتباطا وجدانيا بالقلعة المطلة على أبها من الجهة الشمالية الشرقية، فقد كان مدفع رمضان يطلق منها كما كانت تعد مصدر الأمان لحمايتهم، إضافة إلى أنها كانت مكان نزهاتهم المسماة بالقزميات. وأشار مخافة إلى وجود أمر من «هيئة السياحة» بترميم القلعة وتأهيلها، وأنها أسندت الأمر لمؤسسة وطنية، «بيد أنها لم تستمر». من جهته، أوضح مدير عام الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في منطقة عسير المهندس محمد العمرة أن المشروع تم سحبه من المقاول لعدم الالتزام بمواد البناء المحددة، «ومن المنتظر أن تعاد ترسيته قريبا». وفي جولة ميدانية ل«عكاظ»، تظهر القلعة العتيقة مغلقة الأبواب الرئيسية ونوافذها مطلة على المدينة، وتحيط بالقلعة ترميمات وصلت إلى بعض جدرانها، إضافة إلى بعض دورات المياه القديمة التي تم هدمها بالكامل، مع وجود لوحة وضعت على مبنى القلعة من الخارج فيها معلومات عن مؤسسة محلية تم التعاقد معها على ترميم القلعة بمبلغ تجاوز ثلاثة ملايين ريال. وبحسب اللوحة فقد انتهى العقد قبل خمسة أشهر دون عمل.