الدواعي والأسباب والمبررات لممارسة الرياضة من قبل الرجال أو النساء هي ذاتها دون وجود أية فوارق جوهرية.. فالمرأة لم تخلق من مادة مختلفة عن المادة التي خلق منها الرجل.. وعليه فهي مهددة بكل الأخطار التي قد يتعرض لها شقيقها الرجل من جراء عدم ممارسة الرياضة من سمنة وتراكم للشحوم وضغط وسكر وخشونة في الركب وهشاشة في العظام.. وضعف عام في بنية الجسم وقلة في مرونته وشيخوخة مبكرة. من هذه المبررات المنطقية تأتي أهمية الرياضة للجميع بعامة وللنساء بشكل خاص وبالذات في العصر الحالي حيث الرفاهية.. وقلة الحركة.. والجلوس الطويل أمام التلفزيون أو النت.. والغذاء غير الصحي.. وتواجد الشغالات والخدم في المنازل كلها عوامل تتضافر لتؤثر بصورة مباشرة وتؤدي الى أسوأ النتائج. المرأة في بلادنا ليست كالرجل حيث محدودية الحركة.. وقضاء معظم الوقت في المنزل.. وندرة الفرص أمامها لممارسة أي نوع من أنواع الرياضة سواء داخل المنزل أو خارجه.. وحتى في حالة خروجها كي تمارس رياضة المشي لا تسلم من تعرضها لكثير من المضايقات.. ولو حاولت الاشتراك في ناد نسائي فربما تجد أمامها الكثير من المعوقات، فندرة هذه الأندية.. وعدم إيمان المجتمع المحيط بأهمية الرياضة والتي قد تصل في ذهنية البعض الى أنها مظهر من مظاهر الفسق والتفسخ والتحلل من القيم والعادات والتقاليد الاجتماعية دون إبداء رأي الدين الواضح والذي لا يحرّم على المرأة ممارسة الرياضة متى ما تم وفق الضوابط الشرعية كل ماذكرنا وغيره كثير تضيق المساحة أمام النساء لممارسة حقهن الرياضي المشروع. والمرأة حين تمارس الرياضة في مرحلة متقدمة من عمرها تفقد الكثير من الميزات التي توفرها لها الرياضة في مرحلة مبكرة من عمرها مثل: المرونة.. وتناسق الجسم دون ظهور نتوءات وترهلات.. وتقليل نسب الإصابة بالأمراض، لذا فالبداية يجب ان تكون من رياض الاطفال فالابتدائية والمتوسطة والثانوية بإدخال مادة التربية البدنية في مدارس البنات فالعقل السليم في الجسم السليم - وليس العليل - ولما لهذه المادة في المدارس من فوائد ليس أقلها معالجة السمنة.. والبناء الصحيح للجسم من مراحل مبكرة.. ونشر الثقافة الصحية.. وتحسين الجوانب النفسية.. والترويح عن النفس وتنشيط الذاكرة والمرونة والرشاقة. والرياضة في المدرسة تتم في وسط نسائي بحت.. فالطالبة ستمارسها بين زميلاتها ومعلماتها وبألعاب تناسب طبيعتها مثل الألعاب الترفيهية والتمارين السويدية (الايروبكس) والكاراتيه للدفاع عن النفس.. وألعاب القوى - والسباحة في المدارس التي تتوافر فيها أحواض للسباحة - وغيرها مما يتلاءم مع طبيعتها.. وتكوينها البدني. المنتظر من وزارة التربية والتعليم في المملكة العربية السعودية المبادرة بإدخال التربية البدنية في مدارس البنات لما فيه صالح بناتنا أمهات وجدات المستقبل.