لا يختلف اثنان على الدور المحوري المهم للمملكة في مواجهة أطماع إيران وتدخلاتها السافرة في المنطقة، وتواصل الرياض مساعيها الخيرة لدعم ومساندة اليمن، وإنهاء أزمته ونصرة شعبه ورفع المعاناة عنه، وتلمس قضاياه، تأكيدا لالتزاماتها الإنسانية الخيرة التي لا تحيد عنها، دون أن تلتفت لمزاعم وادعاءات باطلة صادرة من منظمتي العفو الدولية ومراقبة حقوق الإنسان. أدركت السعودية باكرا أهمية تفويت الفرصة على إيران لكيلا تعيث فسادا في المنطقة، وعززت جهودها لمواجهة أحداث اليمن لكيلا تجر به إلى منعطف خطير، فقدمت المساعدة لليمنيين، وسعت بكل قوة لحفظ اليمن من التمزق، ومساعدته في تجاوز الخطر، وجعله بعيدا عن أطماع طهران، وتنبهت السعودية للخطر باكرا، وعملت على تشكيل تحالف عربي أطلقت من خلاله عاصفة الحزم لدعم الشرعية في اليمن، مستندة في ذلك على المادة 51 من ميثاق الأممالمتحدة وينص على أنه ليس في ميثاق الأممالمتحدة ما يضعف أو ينتقص الحق الطبيعي للدول، فرادى أو جماعات، في الدفاع عن أنفسهم إذا اعتدت قوة مسلحة على أحد أعضاء «الأممالمتحدة».. وهو ما عملت المملكة بمقتضاه لمواجهة المتمردين الحوثيين وحليفهم صالح، بعد أن اعتدوا على الأراضي السعودية بإطلاق الصواريخ الباليستية والقذائف المدفعية. ساندت السعودية كل الجهود الرامية لتحقيق سلام شامل وعادل في اليمن، ولم تلجأ للحل العسكري إلا بعد أن رفض الانقلابيون الحل السلمي، وسيظل إنهاء الأزمة اليمنية الهاجس للمملكة ودول التحالف العربي، لإنهاء معاناة الشعب اليمني. وإنسانيا، واصلت السعودية جهودها في إغاثة اليمنيين وفك الحصار عنهم، وانطلقت قوافل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية محملة بالمواد الغذائية لتوزيعها على سكان تعز وغيرها من المحافظات اليمنية. ونفذت المملكة عبر مركز الملك سلمان منذ تأسيسه في 24/7/1436 حتى نهاية شعبان الماضي، 80 برنامجا إغاثيا وإنسانيا لليمنيين بتكلفة أكثر من 416 مليون دولار، منها 29 برنامجا للإغاثة العاجلة بتكلفة 193 مليون دولار وغير ذلك من البرامج. وهكذا ظلت المملكة حريصة على الالتزام بمبادئ الأممالمتحدة للتعايش السلمي، وتقديم الدعم والمساعدة لكل دول العالم٬ وتعمل دون كلل لدعم وتعزيز حقوق الإنسان٬ والسلام والاستقرار العالمي ومحاربة الإرهاب، دون أن تلتفت للمزاعم والادعاءات المسيسة الصادرة من منظمتي العفو الدولية ومراقبة حقوق الإنسان، والتي يمكن أن نصفها ب«الكاذبة»، ما يؤكد استمرار المنظمتين في افتراءاتهما للإساءة للسعودية زورا وبهتانا، هذه الادعاءات المسيسة لن تثني السعودية عن جهودها الخيرة لتقديم المساعدة لكل دول العالم٬ ودعم حقوق الإنسان والسلام والاستقرار العالمي، ومحاربة الإرهاب.