الاكتظاظ الذي تشهده «أزقة» جدة التاريخية وأسواقها وأحياؤها حاليا، خصوصا نهاية الأسبوع والإجازة الصيفية، وتأثير موجة الحر على قاطني «جدة».. لم يمنع 30 فنانا تشكيليا ومتذوقي الفن التشكيلي من الحضور إلى صالة هشام بنجابي (رؤى الفن) وسط جدة التاريخية للمشاركة في ورشة عمل جماعية ومعرض فني حول «رؤية 2030»، ضمن برنامج «جليس» الصيفي لنادي جدة الأدبي. والتقى الفنانون التشكيليون في ورشة عمل قبل انطلاقة المعرض بثلاثة أيام، لتنفيذ أعمالهم الفنية التشكيلية جماعيا، شهدت تلاقحا فكريا وتبادلا للرؤى بين ذوي الخبرة والشباب، بمرونة فكرية وإيمان بأن الفن التشكيلي هو نتاج إنساني يتغير بتغير تجربته ونقلها من جيل لآخر، مما أثمر عن لوحات تجمع بين الفن التشكيلي والتركيبي، وتعبِّر عن مستقبل المملكة انطلاقا من الواقع، إضافة إلى أن الورشة قرأت نقديا واقع الفن البصري ومستقبله وتاريخه وثقافته وأصوله. وكأن الفنانين المشاركين أراودا من خلال المعرض استنباط الماضي العريق للفن التشكيلي وتطويعه لمحاكاة العصر، من خلال أعمال استعارت أعماق التراث لتتحول إلى رؤية فنية تشكيلية باتجاه المستقبل من خلال «رؤية المملكة 2030». وتم اختيار أعضاء المجموعة الحاليين على أساس المرونة الفكرية والإيمان بأن الفن كائن حي باعتباره نتاجا إنسانيا تتغير تجربته زمانيا ومكانيا، فجمعت بين الفنانين المخضرمين والشباب. شهود الورشة أكدوا قوة شعور الفنانين المشاركين بدورهم في «رؤية 2030»، فقد تعاملوا في لوحاتهم مع تراث يعبرون به إلى المستقبل، وتمخضوه بين المحافظة عليه واستحضاره في الأثر الفني، كما يوضح ذلك الفنانون محمد الرباط وصادق غالب وعبدالله الوصابي وميساء عبدالعظيم، الذين أكدوا أن تجربة المعرض والورشة الجماعية كانت إثراء للمشاركين وللحركة التشكيلية ككل، وانطلاقة لمنصات تشكيلية مشجعة. بينما ترى الفنانة سلوى الرفاعي أن ظهور المجاميع التشكيلية واستمراريتها مرتبطان بمدى الانسجام والتفاهم الموجود بين أفرادها، وهو ما لوحظ منذ الوهلة الأولى من خلال «الهارموني» اللوني الذي تتوحد حوله فكرة معظم الأعمال، مع اختلاف التجارب الشخصية لكل فنان مشارك. وتتحدث الرفاعي عن فكرة عملها الفني كمثال للوحات المشاركة قائلة: «استقيتها من ثقل المملكة ووزنها عالميا: سياسا واقتصاديا وثقافيا وعلميا، والتي ستزداد تلك القوة مع «رؤية 2030»، وتوجهها بعزم نحو المستقبل، مع التمسك بالأصالة التي تميزنا كسعوديين»، مضيفة: «رسمت الحصان تعبيرا عن تلك القوة محاطا بألوان قوية لتفاؤلنا بمستقبل مشرق للمملكة وأبنائها، في ظل حكومتنا الرشيدة، التي تسعى للارتقاء بالمملكة وعلو شأنها». إيمان محمد العلاوي، فنانة كفيفة شاركت في الورشة وتحدثت عن تجربتها قائلة: «أعتبرها تجربة مميزة كونها الأولى لي، عملت من خلالها ضمن بيئة عمل جديدة ومختلفة تؤمن بقدرات الموهوبين، تعلمت فيها السرعة والجرأة في العمل بعيدا عن التردد، كوني الكفيفة بين أهل الفن والإبداع، واكتسبت من خبراتهم وتجاربهم الكبيرة». مدير عام فرع وزارة الثقافة والإعلام وليد بافقيه ورئيس نادي جدة الأدبي الدكتور عبدالله السلمي، أكدا لدى افتتاحهما المعرض أنه خطوة متقدمة تجمع بين الجدية والتجدد للفن التشكيلي، وهو ما يحسب لصالح الفنانين المشاركين، بالنظر إلى ما ينتج عن العمل الجماعي من تلاقح فكري واكتساب خبرات جديدة تسهم في تحريض الفنان على القيام باكتشاف أساليب غير تقليدية للتعبير عن أفكاره. أما المشرف على الورشة والمعرض خيرالله زربان، فأوضح أنهما صنعا نوعا جيدا من الانسجام والترابط بين المشاركين على الرغم من اختلاف أدواتهم الفنية وخبراتهم ومدارسهم. شارك في الورشة مجموعة فنانين من مدارس مختلفة، أبرزهم: هشام بنجابي، نهار مرزوق، محمد الرباط، سلوى الرفاعي، عبدالله الوصابي، صادق غالب، محمد جميل حسنين، محمد سعد الحارثي، أنس علوي، ميساء عبدالعظيم، الدكتور محمد كوسة، يوسف صادق، سالي صالح، أحمد شويل، محمد الجاد، فهد الجابري، رنيم فهد، أحمد عصيدان، رضا وارس، مريم عثمان، إيمان العلاوي.