في طريقي إلى قرية الحدبة السفلى في محافظة ضمد مسقط رأس الشهيد وكيل رقيب سعود عبدالله شويعي، كانت ثمة أفكار تجول في خاطري عن أحول أسرة الشهيد، بعد تلقيهم خبر استشهاده أثناء مواجهته وزملائه محاولات التسلل الغادرة من قبل الحوثيين وجماعة المخلوع صالح. كانت طرقات القرية هادئة ولا يقطع الصمت سوى عصفور جانح أو وشوشة ريح عابر فوق هامات البيوت. وقبل طرق باب منزل أسرة الشهيد كانت ترتسم في مخيلتي سيناريوهات الأبطال من المرابطين والشهداء الذي افتدوا الوطن بأرواحهم، وقالت والدة الشهيد إن جميع أفراد الأسرة يفخرون بفلذة كبدها سعود الذي استشهد وهو يذود عن تراب الوطن ضد الغادرين، لافتة إلى أن الشهيد له أربعة أبناء هم عبدالعزيز (12 عاما)، ومحمد (11 عاما)، راكان (6 أعوام) ومصعب البالغ من العمر سنتين. يقول عبدالعزيز الابن الأكبر للشهيد إن والده رحل في ميدان الشرف والبطولة دفاعا عن الوطن، لافتا إلى أنهم يعيشون مع جدهم. وقال راكان إنه يعاني من ضعف في بصره وكان والده الراحل يراجع به مستشفى القوات المسلحة بحفر الباطن ويتمنى تحويل ملفه إلى أحد مستشفيات جازان لمواصلة علاجه. وعبرت زوجة الشهيد أن حزنها ممزوج بالفخر لأن «أبو عيالها» رحل وهو يدافع عن الوطن بعد أن لقن العابثين درسا في الوطنية، موضحة أنها ستحمل الأمانة وستعلم أبناءها حب الوطن. وقال أحمد الأخ الأكبر للشهيد إن أخاه الراحل كان باراً بأمه ومحبوبا من الجميع وإنهم يشعرون بالفخر لاستشهاده. بينما أوضح إبراهيم أحد إخوة الشهيد أن استشهاد أخيه سعود وهو يدافع عن تراب الوطن وحدوده وسام فخر لنا جميعا. وعبر أخوه فهد وكيل رقيب بالحد الجنوبي عن اعتزازهم باستشهاد أخيهم سعود. وقال العريف حسن شقيق: الحمد لله أن أخي سعود مات شهيدا ونحن جميعا نفخر به ومستعدون لفداء الوطن بأرواحنا.