لم تدم طويلا فرحة أهالي صمخ (80 كيلومتراً جنوببيشة) حين نصبت «وزارة الصحة» لوحة اعتماد أرض لإنشاء مستشفى عام في مركزهم، قبل نحو 30 عاما، فبمرور الأيام، تبين لهم أن المشروع لم يكن سوى مسكن فقط، ولم يظهر منه سوى اللافتة التي تجدد بتعاقب السنين. حين نصبت تلك اللوحة على الأرض عام 1409 عاش أهالي المركز أحلاما كبيرة، وبثت في نفوسهم الأمل، بإنهاء آلامهم مع حالة السفر التي يعيشونها بحثا عن العلاج في مناطق المملكة المختلفة، إلا أن تفاؤلهم لم يكن في محله، بعد أن تحول المستشفى المرتقب إلى حبر على ورق. ولم تقتصر معاناة أهالي «صمخ» مع افتقادهم للرعاية الصحية، بل يعانون من تعثر مشروع طريق بيشة - خميس مشيط الذي يمر في قراهم، بعد أن تحول إلى ساحة للحوادث، متمنين أن تنتهي همومهم بإنشاء المستشفى الذي سيضمد جراحهم، والاهتمام بصيانة طرقهم حقنا للدماء التي تراق عليها بكثافة. شكا ناصر حمد الدرعاني من أن عدم اعتماد إنشاء مستشفى عام في مركز صمخ حرم الأهالي من تلقي العلاج في موقع قريب من منازلهم، وأدخلهم في رحلات يومية وسفر متواصل لبلوغ المستشفيات، ما أنهك المرضى وضاعف معاناتهم. وبين أنهم يترقبون إنشاء المستشفى في ضمخ منذ نحو 30 عاما، متمنيا من وزارة الصحة النظر في معاناتهم سريعا بعد أن تفاقمت، وحزم كثير من الأهالي حقائبهم للرحيل من مركزهم إلى مدن تنعم ولو بالحد الأدنى من الخدمات التنموية. وذكر عبدالله الواهبي أن فرحتهم بتخصيص موقع لأرض المستشفى عام 1408 لم تكتمل، بعد أن تبين لهم بمرور الأيام أن المشروع لم يكن سوى حبر على ورق. وقال: «ما يثير الاستغراب والحيرة أنه صدر صك آنذاك من المحكمة الشرعية في بيشة لأرض باسم المستشفى، ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن لم يعتمد الصرح الطبي المرتقب، وما جرى في المشروع هو تغيير لوحة الأرض القديمة بأخرى جديدة» ، مشددا على أهمية أن تتحرك وزارة الصحة لتدارك الأمر واعتماد المستشفى الذي طال انتظاره. وبين سيف عبدالله أن افتقاد مركز صمخ لمستشفى عام، أدى إلى تزاحم المرضى والمراجعين في مستشفى الملك عبدالله في بيشة، مطالبا بتشييد المرفق الطبي في أسرع وقت. ورأى سيف أن اعتماد مستشفى للمركز سيخفف الضغط على مستشفى الملك عبدالله في بيشة، ويرتقى بالخدمات الطبية فيهما، موضحا أن المراكز الصحية في صمخ والحفيرة والخضراء، والوحدة الصحية المدرسية تحول الحالات المرضية بشكل مستمر إلى مستشفى الملك عبدالله ما جعله مزدحما بشكل دائم، وأثر ذلك سلبا على الخدمات الطبية المقدمة للمراجعين. وأبدى محمد الحويل ألمه من تزايد مصابي حوادث السير على طريق بيشة - خميس مشيط يوميا، ملمحا إلى أن غالبيتهم يفارقون الحياة، وهم في الطريق، لتلقي العلاج في بيشة، أو الخميس، مؤكدا أنه لو شيد صرح طبي متكامل في صمخ، لأسهم في إسعاف كثير من المصابين، وأنقذهم من الموت. وأنحى رئيس المجلس البلدي في ضمخ محمد بن ناعسة باللائمة في تأخر اعتماد مستشفى صمخ على الشؤون الصحية في عسير. وقال ابن ناعسة: «وجه أمير منطقة عسير رئيس مجلس المنطقة الشؤون الصحية بمنطقة عسير (بخطاب تحتفظ «عكاظ» بصورة منه) بتنفيذ توصية مجلس المنطقة، في جلسته الثانية من الدورة الثالثة والمنعقدة بتاريخ 25/10/1429 وبالإجماع، المتضمنة مضاعفة الدعم لسرعة إنشاء وتجهيز مستشفى مركز صمخ المقترح في خطة التنمية الثامنة، لكثافة السكان وبعد المركز عن محافظة بيشة، إضافة إلى أنه على الطريق الرئيسي الذي تكثر فيه الحوادث»، لافتا إلى أن مجلس منطقة عسير أكد رفع مستوى مركز الرعاية الصحية الأولية في صمخ إلى مركز مرجعي مع الاهتمام بالمستشفى الجديد المزمع إنشاؤه. وانتقد ابن ناعسة تجاهل الشؤون الصحية في عسير تفعيل توصيات مجلس المنطقة، وإبقاء مشروع مستشفى صمخ في الأدراج، دون أن تبت فيه منذ نحو 30 عاما. انسحاب المقاول يريق الدماء على الطريق ناشد فالح ظافر وزارة النقل سرعة إنجاز المراحل المتبقية والمتعثرة على طريق بيشة - خميس مشيط الذي يخترق قرى صمخ، إثر تزايد الحوادث المرورية عليه، راح ضحيتها الكثيرون، بسبب مساره الواحد والكثافة المرورية عليه خصوصا بعد افتتاح طريق بيشة - الرين - الرياض. وذكر عبدالله حمد أنه يتفادى السير في الأجزاء المتعثرة من مشروع طريق بيشة - خميس مشيط، بعد أن تحولت إلى ساحة للحوادث القاتلة والدماء التي تراق عليه بكثافة، مشددا على أهمية أن تتحرك وزارة النقل لإنجازه وإنهاء معاناة العابرين وحقن دمائهم. وبين عضو المجلس البلدي في صمخ عبدالله سعد أن وزارة النقل اعتمدت ازدواجية الطريق على خمس مراحل إلا أن المرحلتين الرابعة والخامسة لم تنفذا، والمرحلة الثانية تعثر فيها العمل بعد انسحاب المقاول من المشروع، مبينا أن مدة تسليم المشروع على وشك الانتهاء (بعد شهر) ولم ينجز من المشروع سوى القليل. وأفاد بأن كثرة الحوادث على الطريق لضيقه وكثرة المنعطفات الخطرة فيه، لم تحرك وزارة النقل للمسارعة في إنجازه.