يقول زميلنا متعب العواد في تقريره الذي نشرته عكاظ يوم أمس تحت عنوان (على الطريقة المصرية.. الشيلات تسخر من «الإسكان»): يبدو أن بعض المنشدين السعوديين استحسنوا طريقة المصريين في مجابهة الواقع الاجتماعي بالضحك وقفزهم فوق الواقع بالنكات والأغاني الساخرة. وما تحدث عنه الزميل العواد يصدق على الشيلات ولقطات الأفلام المصورة والصور والتعليقات العابرة السريعة وكل ما هو متداول على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع شبكة الإنترنت. وإذا كان بإمكاننا أن نتخذ من حادثة هزيمة منتخبنا الساحقة لكرة القدم أمام ألمانيا في اليابان لحظة حاسمة في تجلي تلك الروح التي تعبر بالنكتة عن موقفها مما حولها وتعرب عن رأيها الجاد من خلال تعبير لا يبدو في ظاهره جادا، إذا كانت تلك الهزيمة الساحقة تشكل اللحظة التاريخية فإن النكتة بقيت بعد ذلك السلاح الذي يواجه به المجتمع السعودي كل حادثة كبيرة أو صغيرة مرت وتمر به فلا يكاد يحدث هذا الحدث أو ذاك سواء على الصعيد المحلي أو العربي أو العالمي حتى تنطلق النكات التي تتخذ من هذا الحدث أو تلك القضية أو ذلك التصريح مجالا للسخرية اللاذعة. وقد تبلورت هذه الروح الساخرة في بروز مجموعة من الشباب والشابات كذلك الذين عرفوا بمقدرتهم على الأداء المسرحي الفردي الذي يستمدون قدرتهم عليه من روحهم الساخرة ومن الإرث الذي أصبح متراكما في هذا المجال ويكسبون نجاحهم من الروح المماثلة لدي المتابعين لهم. ذلك الرصيد من النكات لا ينبغي لها أن تذهب هدرا ذلك أن وضعها موضع الدرس يمكن له أن يكشف توجهات الرأي العام فليست هي مجرد كلمات تستهدف الضحك بل هي الجد عين الجد حين يفصح عن نفسه بطريقة تضمن الانتشار وتأمن من سوء العاقبة في الوقت نفسه. [email protected]