حصلت «عكاظ» على تفاصيل المكالمة الأخيرة لشهيد الوطن الجندي أول مرزوق سعيد آل صليع، الذي استشهد في الحد الجنوبي. إذ أجرى مكالمة هاتفية مع والدته قبل ساعات قليلة من رحيله، مطمئنا عليها وعلى عائلته وإخوته. وسألته والدته عن موعد عودته فأخبرها بأنه سينهي مهمته صباح الإثنين. ووعدها بالعودة مبكرا لتناول وجبة الإفطار معها. وفيما انتظرت الأم لحظة عودة ابنها البطل تلقت نبأ استشهاده في ميدان البطولة والفداء بالحد الجنوبي. وتصف أم الشهيد ابنها مرزوق بأنه كان بارا بها وأكثر تواصلا معها، وعاش معها في بيتها ويستعد لتشييد طابق ثان في ذات المنزل استعدادا لدخول عش الزوجية. واختار ذلك كي يكون قريبا من والدته لينال برها والإحسان إليها. وتضيف الأم: «مرزوق كان مشهودا له بحسن الدين والخلق والمعاملة الطيبة مع أبناء منطقته وزملائه في العمل». من جانبه، يقول أبو الشهيد: أعزي نفسي في مصابي كما أعزي الجميع في شهيد الوطن، «كرامة الوطن من كرامتي وكل سعودي»، وسأظل أفتخر بتضحيته ما حييت. أما شيخ قبيلة آل صليع ناصر دكام فأكد أنهم ربوا أبناءهم على مثل هذه المواقف في التضحية والفداء والانتماء للوطن العزيز، والكل يتمنى الشهادة في سبيله، ومرزوق مضى فداء للوطن. يشار إلى أن الجندي أول الشهيد مرزوق سعيد علي دكام آل صليع، من مواليد 1403 في نجران، وانضم للسلك العسكري وأكمل دراسته الثانوية وهو على رأس العمل، وترتيبه السادس بين إخوته الثلاثة عشرة، واستشهد في قطاع حرس الحدود بخباش بمنطقة نجران بعد مواجهة استمرت نحو ثماني ساعات ضد العناصر المعتدية.