في مثل هذا اليوم.. من أعوام مضت، كانت بيوت الشهداء مضيئة بحضورهم ووجودهم، كان العيد في منازل البواسل دافئا وبديعا يحفه دفء الأبوة والمودة.. ومضت الايام ليسطر الشهداء اسمى ايات البطولة والفداء بدمائهم وحياتهم من اجل الوطن ومقدراته وأمنه وسلامته.. فباتت دماؤهم وسام عز وشرف يفخر بها الاباء والابناء والزوجات والامهات كلما دخل العيد يحمل تباشيره وسطوعه. حكاية 11 بطلا 11 شهيدا باسلا رووا بدمائهم الطاهرة ارض الوطن في الحد الجنوبي وتحديدا من مراكز قنا، بحر أبو سكينة، تهامة بللسمر وبللحمر ،مركز حميد العلايا والريش.. سطر شهداء هذه المنطقة العزيزة من ارض الوطن اجمل سطور الفداء والاستبسال في جبل الدود والدخان دفاع عن حياض الوطن.. «عكاظ» عايدت اسر شهداء الوطن والواجب والعقيدة فها هي الام علوة فايع محمد الحميدي 67 عاما، تتذكر فلذة كبدها الشهيد العريف محمد فايع جابر عسيري وموقفه البطولي عندما استشهد قبل نحو سنتين في ميدان الشرف والبطولة، مدافعا وزملاؤه عن حياض الوطن، امنه واستقراره ومقدراته فالشهيد من قوة جازان الكتيبة 33 اشارة بالقوات البرية الملكية السعودية ملحق ومساند لحرس الحدود.. أخوات الشهيد لم تغب صورة الشهيد البطل عن ذاكرة ووجدان اسرته في العيد وقبله، ففي كل ركن من البيت ينبعث اريج بطولاته، فالشهيد اصيب بطلق ناري وعدة شظايا ادت الى استشهاده في ميدان الشرف والبطولة وتمت الصلاة عليه ومواراته الثرى في جازان ظهر السبت 19/11/1430ه، وما زالت بلدة الحوية في مركز قنا التابع لمحافظة محايل عسير تفتخر به وتتحدث عن جسارته وفدائه للوطن العزيز بدمه وروحه. يقول جابر، شقيق الشهيد، إنه فخر لنا ان نتذكر شجاعته في الذود عن الوطن، أما شقيقاته فهن يفخرن بأعظم لقب أخوات الشهيد. قائمة العز والشرف في بلدة سيال القريبة من قنا وفي عقبة قدران الترابية شديدة الانحدار، ما زال ابناء واقارب الشهيد الجندي اول محمد احمد حسن الهاشمي يتذكرون بطولة الشهيد وشهداء محايل ومراكزها، تشمل قائمة الشرف العريف محمد فايع الحميدي عسيري، الجندي اول محمد احمد حسن الهاشمي، العريف حسن منيع عسيري، الرقيب مرعي محمد الاسمري، الرقيب اول عامر الختارشي، العريف موسى الناشبي، وكيل رقيب ابراهيم محمد الشاعري، الجندي اول يحيى موسى عسيري، العريف حمد حسن الختارشي، العريف خليل البليهي، والجندي محمد ال غبساء عسيري. طعم العيد صحيح ان الحزن على فقد الاعزاء يتجدد في ساعات الفرح لكن الافتخار والاعتزاز بما قدمه الابطال يجعل طعم العيد هنا طعما آخر عند اطفال الشهداء، يتذكرون الايام الحلوة التي جمعتهم مع ابائهم قبل ان تكتب لهم الشهادة في اشرف ميدان، ومع ان الحزن هو سيد الموقف في عيون الايتام إلا ان حنان الوطن عليهم وقرب القيادة منهم ورعايتها لهم خففت الاحزان وكففت دموعهم، بل ان اسر الشهداء تجاوزوا الاحزان بقدر كبير واعتبروا رحيلهم دفاعا عن الوطن شرفا كبيرا ومصدرا للاعتزاز والفخر. أشرف ميدان «عكاظ» التقت أسرة الشهيد عبده محمد الجابري من محافظة العارضة شرقي جازان والذي استشهد في احداث الحد الجنوبي وتلمست الصحيفة احساس اسرة الشهيد بالعيد السعيد، ويقول سلطان، ابن الشهيد وهو يتوسط شقيقتيه، ارفع التهاني للقيادة الرشيدة بمناسبة عيد الفطر المبارك وفي هذا العيد السعيد نشعر ان الجميع يشاركنا الفرحة وأحمد الله ان والدي توفي في ميدان الشرف والكرامة والحمد لله على قضائه وقدره، اعتز انا وإخواني باستشهاد والدنا في سبيل الدفاع عن دينه ووطنه ونفخر ونعتز ونحمد الله ان والدي من الشهداء ان شاء الله.. ولا ننسى والدنا الامير نايف، رحمه الله، ومواقفه المشهودة مع اسر الشهداء فلم يرد طلبا من الجميع.