في وقت يدعو فيه مختصون في مجال السياحة إلى الاستثمار السياحي، باعتباره رافدا اقتصاديا مهما، يتوافق مع رؤية المملكة 2030، يطالب البعض بأن تعيد شركات السياحة حساباتها لإنعاش السياحة الداخلية، عن طريق تقليص الميزانية لتتواءم مع قدرة السائح السعودي الشرائية، التي تشهد تراجعا، تؤكده نسب الإشغال التي تراجعت بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة. ويؤكد عضو اللجنة السياحية بغرفة تجارة وصناعة المدينةالمنورة عبدالغني الأنصاري ل «عكاظ» أن «الأزمة الاقتصادية العالمية ألقت بظلالها على القوة الشرائية للسائح السعودي في الداخل والخارج، مبينا حدوث انخفاض واضح في نسب إشغال المنتجعات في جميع مدن المملكة، فجميع الملاك يشتكون من ضعف في الإيراد الذي لم يتجاوز 50% من الإيرادات السابقة، كما أن بعض الشركات سجلت خسائر كبيرة، ومن المتوقع أن تتعثر إيراداتها بنسبة 25%-30%». وأضاف أن السائح السعودي أصبح غالباً لا يستطيع أن يسكن في فندق تزيد تكلفته على 200 ريال لليلة، ما يتطلب من شركات السياحة «إعادة حساباتها لتقليل الميزانية التي لا تتناسب مع قدرة السعوديين الشرائية»، موضحاً أن القطاعات الاستثمارية «ستعيد دراسة الجدوى الاقتصادية من هذه المشاريع، بحيث تتناسب مع القوة الشرائية للسائح السعودي الذي كانت قوته الشرائية عالية جدا». من جانبه, أشار نائب اللجنة السياحية في غرفة جدة محمد النفيعي، إلى أن تذاكر دخول الفعاليات الترفيهية كانت تباع قبل عامين بنحو 700 ريال لأقل فئة، وحالياً تباع ب50 ريالا، ويراها المستهلك مرتفعة الثمن، ما اعتبره انعكاسا على انخفاض القوة الشرائية للسائح. وأضاف: اختلف وضع السائح عن ذي قبل، إذ كان يسافر مدة تقارب الشهرين، إلا أنه أصبح يقلص المدة قدر إمكانه، ما أثر أيضا على اختيار الوجهة الأقرب والأرخص لتوفير التكلفة، ما دفع بعض الشركات إلى توفير نظام السياحة بالأقساط، مرجعا السبب الرئيسي لتوجه السائح السعودي للدول المجاورة للقرار الذي أصدرته الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالسماح لملاك الإيواء بوضع تسعيرة خاصة بالمواسم، ما منح الجشعين فرصة للاستغلال. في المقابل دعا مدير «إجازتي سعودية» فهد الغامدي إلى الاستثمار في الجانب السياحي، مؤكداً أن الاستثمار السياحي رافد اقتصادي مهم جدا، ويتوافق مع رؤية المملكة 2030، كما أنه مدعوم من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني. موضحا أن المنتجعات السياحية والفنادق السعودية تكتظ بالسياح، داعيا في الوقت ذاته إلى التخطيط المسبق للسياحة لتجنب غلاء الأسعار.