في كل يوم يمر تؤكد السعودية للعالم أجمع أنها دولة محورية ولاعب أساسي مؤثر في جميع القضايا الجوهرية، لها أثرها الفاعل في مواجهة الأحداث الإقليمية والعالمية، وتعمل بجدية على الإسهام الفاعل في إيجاد الحلول العادلة والمنصفة لها، بعيداً عن الأجندات الخبيثة التي تقودها وتدعمها إيران لزعزعة أمن واستقرار الدول والشعوب، والعمل على إبقاء الصراعات للتغطية على دعمها المفضوح للمنظمات الإرهابية في سورية والعراق واليمن ولبنان ودول أخرى. ويرى عدد من المراقبين أن النجاحات السعودية أسهمت وبشكل كبير في تحييد النظام الإيراني، وإلغاء أي حضور له في الاجتماعات والمؤتمرات الدولية والإقليمية التي تهتم بتهدئة الصراعات ومحاربة الإرهاب، لافتين إلى أن الحراك السعودي يسير في خطين متوازيين أحدهما أمني والآخر سياسي، وهو ما يؤكد أن السعودية تؤمن بأن هذه الحروب المفتعلة من قبل النظام الإيراني تخلق بيئة خصبة للإرهابيين، وتؤثر على أمن الشعوب، وتنمية الأوطان، مؤكدين أن الحراك السعودي خلال هذه الأيام (أمنياً وسياسياً) يجسّد الرغبة الحقيقية في تهدئة الأوضاع في المنطقة، وبما يحقق العدالة بعيداً عن المذهبية المقيتة التي تغذيها أطراف دولية لخلق فجوة بين المجتمعات الإسلامية. وتأتي المشاركة الأمنية للسعودية في اجتماع التحالف الدولي لمحاربة داعش، بوفد يرأسه ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، موازية مع المشاركة السياسية لوزير الخارجية عادل الجبير في الاجتماع الرباعي لوزراء خارجية السعودية، أمريكا، بريطانيا، والإمارات الذي عقد في لندن، لدعم الجهود الدولية الرامية إلى إيجاد حل سياسي للقضية اليمنية، ودعم جهود المبعوث الأممي في المشاورات الجارية حالياً في الكويت، إضافة إلى تأكيدات السعودية على ضرورة حل الأزمة السورية سياسياً، مع التشديد على أن لا يكون لبشار الأسد أي دور في مستقبل سورية، كل هذه التحركات تشير إلى أن السعودية جادة في إنهاء الصراعات في المنطقة، ومحاربة التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها داعش والقاعدة. ويؤكد عدد من المراقبين، أن السعودية ومن خلال هذه التحركات ستنجح في حلحلة القضايا الشائكة والقضاء على البؤر الإرهابية، خصوصاً بعد أن استطاعت تشكيل تحالفات عسكرية دولية، ويرون أن الأشهر القادمة ستعلن انفراجة تسعد الشعوب العالمية، خصوصاً في ما يتعلق بملفي اليمن وسورية، والعمل على تنميتهما داخلياً لإسعاد شعوبهما، بعيداً عن المؤامرات التي ما زالت تحيكها إيران المعزولة إقليمياً وعالمياً.