أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فرض حالة الطوارئ في بلاده لثلاثة أشهر عقب محاولة انقلاب فاشلة، مشيرا إلى أن القرار اتخذ في اجتماع المجلس القومي الذي ترأسه وفقا للمادة 120 من الدستور. وأشار إلى أنه تم اتخاذ تلك التدابير الضرورية لمواجهة ما وصفه ب«التهديد الإرهابي، وحماية الديموقراطية وسيادة القانون والحريات الأساسية».. وقال أردوغان في خطاب متلفز إن هذا الإجراء «ليس ضد الحريات في البلاد بل لتعزيز عمل المؤسسات في الدولة». وأضاف أن: «الأتراك جميعهم قالوا إنهم يفضلون التجربة الديموقراطية على أي خيار آخر». وشدد أردوغان على أنه «لا يحق للدول انتقاد قراراتنا فنحن نقرر مصيرنا»، مشيرا إلى أن جزءا كبيرا من القوات المسلحة وقف ضد الانقلاب الفاشل. وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن تركيا مرت بواحدة من أكثر مراحلها التاريخية حساسية. وتابع أردوغان: بفضل وقوف الحكومة والشعب التركيين باءت المحاولة الانقلابية بالفشل، فكل فئات الشعب التركي وقفت ضد الانقلاب. وأضاف: مجموعة خائنة من القوات المسلحة تنتمي لمجموعة غولن الخائنة، استخدمت سلاح الدولة وقصفت الشعب، ولكن الشعب التركي وقف بصدور عارية أمام أسلحة المجموعة الخائنة ودباباتها من أجل الحفاظ على تركيا. وأضاف أردوغان: 246 شخصا قتلوا وأصيب 1500 آخرون خلال المحاولة الانقلابية، المجموعة الخائنة قتلت العشرات من الأبرياء، ونحمد الله على التعاون والتضامن بين جميع أطياف الشعب ضد الخونة الانقلابيين. وفي رسالته للخارج وخصوصا الجهات التي تنتقد الإجراءات التركية، قال الرئيس التركي: نقول لمن ينتقد تركيا، لا حق لكم بالانتقاد، لقد سكتم عندما أعلنت الطوارئ في عدد من عواصم أوروبا. وتابع: هناك تقييمات للدولة التركية من الاتحاد الأوروبي نحن لسنا أعضاء به وليس لهم أن يقيموا الجمهورية التركية. وأضاف: شعبنا قادر على تقرير مصيره لوحده ولا نحتاج لأي أحد. وأضاف: «أوصي الشعب بأنه لا داعي للخوف أو الشك»، مؤكدا أن تركيا تجاوزت هذه المرحلة العصيبة، وأنها ستقوى أكثر فأكثر من خلال برامجها. وفي الوقت ذاته وجه الرئيس أردوغان الشكر لهذا الشعب الذي «سجل ملحمة لأول مرة في إخماد انقلاب، وقال كفى لمسيرة الانقلابات». كما أعرب عن شكره لأفراد الشرطة والجنود الذين وقفوا ضد الانقلاب، وقال إن الذين قتلوا في هذه المحاولة الانقلابية الفاشلة سيخلدهم الشعب. وأبدى الرئيس التركي إصرار الحكومة على تطهير مؤسسات الدولة مما وصفه بالفايروسات، في إشارة إلى جماعة فتح الله غولن التي يتهمها بالضلوع في الانقلاب. كما طمأن الداخل والخارج من الناحية الاقتصادية، وقال إن تركيا ستواصل برامجها الاقتصادية، وتستمر في الإصلاحات، مؤكدا أنه لا مشكلة في السيولة بالأسواق. واختتم أردوغان حديثه قائلا: سأعمل بوصفي رئيسا لتركيا وقائدا عاما للجيش على تطهير القوات المسلحة من فايروس الانقلابيين. من جهة ثانية، ذكرت قناة (إن.تي.في) التلفزيونية التركية الخاصة أن اثنين من أعضاء المحكمة الدستورية في البلاد اعتقلا مع اتساع نطاق حملة التطهير الجارية في القضاء والجيش والمؤسسات المدنية بعد محاولة الانقلاب الفاشلة. وقالت محطة (إن.تي.في) إن عضوين بالمحكمة الدستورية كانا ضمن 113 مسؤولا من السلطة القضائية اعتقلوا أمس. وأضافت أن اتهامات رسمية وجهت لكبير مساعدي الرئيس رجب طيب أردوغان. كما أعلنت وكالة دوغان التركية للأنباء أن طائرات تابعة لسلاح الجو التركي أقلعت أمس لمنع سفينتين لحرس الحدود الأتراك من الوصول إلى المياه الإقليمية اليونانية، وذلك بعد خمسة أيام من الانقلاب الفاشل في تركيا. وأضافت الوكالة أن الطائرات «تقوم بعملية ضد سفينتين لحرس الحدود الأتراك تبين أنهما تحاولان الوصول إلى المياه الإقليمية اليونانية». وفي واشنطن قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أمس، إن واشنطن تدين محاولة (الانقلاب) الفاشلة في تركيا وتدعم نظام الرئيس رجب طيب أردوغان في تحركه لإعادة الإمساك بالسلطة التي تترجم بعملية تطهير واسعة. وقال كيري في تصريحات صحافية أثناء مؤتمر مانحين للعراق ردا على سؤال بشأن عشرات آلاف الأشخاص الموقوفين والمطرودين الذين علقت مهامهم في تركيا، «نحن ندعم الحكومة» التركية ضد «الانقلاب» الفاشل مساء الجمعة.