في وقت التحق فيه ما لا يقل عن 1000 شاب سعودي، للعمل كسائقين بدوام جزئي في شركة «أوبر» السعودية، ما أسهم في تقليص البطالة بنسبة 30 %، تسعى الشركة إلى جذب المزيد من الشباب السعوديين، خلال السنوات الخمس القادمة ليصل عدد من هم على رأس العمل إلى 100 ألف سعودي. هذا ما كشفه مدير العمليات في شركة «أوبر» السعودية فارس الفاضل، مشيرا خلال حديثه مع «عكاظ» إلى أن خدمات الشركة تحظى بموثوقية الركاب كما توفر الأمان والخصوصية، ما رفع نسبة الركاب النساء المستفيدات من هذه الخدمة إلى 80%. وأكد أن الشركة تعمل على دعم خطط المملكة بإدخال 1.3 مليون امرأة إلى سوق العمل بحلول 2030، لزيادة نسبة النساء العاملات إلى 30% من القوى العاملة، معتبرا استفادة شركات الليموزين من تقنيات «أوبر» لا يتعارض مع أهدافهم المتضمنة على تشغيل الأيدي السعودية.. فإلى الحوار: • كم عدد الشركاء (السائقين) مع أوبر بالسعودية؟ •• لدينا الآن في نظام أوبر أكثر من 1000 سائق سعودي، ونهدف إلى زيادة هذا العدد إلى 100 ألف خلال الأعوام الخمسة القادمة، وردود فعل السعوديين الذين ينضمون إلى التطبيق كانت إيجابية، وعبروا عن سعادتهم بتوفر فرصة عمل بدوام جزئي وساعات عمل مرنة، التي يوفرها «أوبر» لهم، ويمكن استغلالها في الفترات التي تكون ما بين أعمالهم الأخرى، وهذا الأمر يناسب الشباب السعودي، كما أنه يقدم للمجتمع فائدة اقتصادية كبيرة. • كم عدد المستفيدين من الشركة في المملكة؟ •• نقدم مئات الآلاف من المشاوير أسبوعيا في عدد من مناطق المملكة، وفي الشهر الماضي فقط كان لدينا 20 ألف سائق نشط، ونحن نعتمد في حساب هذا الرقم على الأشخاص الذي أتموا مشوارا واحدا على الأقل مع «أوبر»، وليس على العدد الإجمالي للركاب، منذ أن بدأنا عملنا في السعودية والذي سيجعل الرقم أكبر بكثير، فتطبيقنا هو الرائد في المنطقة من بين تطبيقات الهواتف الذكية الأخرى، التي تقدم خدمة توفير وسيلة مواصلات وخاصة بالمملكة. «أوبر» أرخص من امتلاك سيارة • وكيف تقيمون نسبة الرجال والنساء المستفيدات من «أوبر»؟ •• أكثر من 80% من ركابنا من النساء والبقية من الرجال، لكن عندما أخذ عدد السائقين المنضمين إلينا في التزايد، وأصبحت خدماتنا أكثر موثوقية؛ لوحظ ازدياد عدد الركاب الرجال أيضا، إذ أصبح استخدام «أوبر» أسهل بالنسبة لهم من قيادة السيارة، وفي نهاية الأمر فإن الهدف الذي نصبو إليه في جميع أنحاء العالم، هو تقديم خدمة فعالة وبأسعار معقولة، بحيث نكون خيارا أقل سعرا من امتلاك سيارة، كما أن غالبية الركاب يحبون ميزة توفر خدمة «أوبر» في أماكن مختلفة من العالم ما يمكنهم من استخدامها أينما يذهبون. • هل تضع «أوبر» شروطا خاصة للسائقين المنتسبين إليها؟ •• يجب أن يمر كل السائقين بإجراءات معينة قبل أن يتم قبولهم، فبعد أن يقدموا الوثائق الصحيحة يخضعون لتدريب في «أوبر»، ومن ثم اختبار، وبعد نجاحهم يصبح بإمكانهم استخدام «أوبر»، بعدها يبدأ دور نظام التقويم الذي يعتبر مهما لضمان مستوى الجودة، إذ يجب على كل الركاب أن يقيموا السائق بعد كل مشوار، كما يمكنهم أن يكتبوا ملاحظاتهم، وفي حال وصول ملاحظات معينة على أي من السائقين، نقوم فورا بمعالجة الأمر، إضافة إلى أن الشركة تتيح من ضمن خدماتها للركاب رؤية اسم السائق، وصورته، ورقم لوحة السيارة عندما يقدمون طلب سيارة قبل الصعود إليها. لا ملاحظات على السائق المواطن • ماهي أبرز الشروط التي تفرضونها على السائقين والمركبات؟ •• تعتمد «أوبر» شروطا معينة، لا بد من توفرها في السائقين ليتمكنوا من الانضمام إليها ومنها السن وجودة السيارة، فنحن نقيس جودة الخدمة التي يقدمها السائقون من خلال معدل تقييم الركاب لهم، فإذا وصل تقييمهم إلى مستوى 4، نقوم ببحث الأمر معهم لنتفهم المشكلة؛ مع ملاحظة أن السائقين السعوديين من بين أكثر السائقين الذين يحصلون على أفضل تقييم من الركاب تصل في مرات عديدة إلى كتابة ملاحظات رائعة باستمرار. • متى بدأت الشركة بالعمل في السعودية؟ •• بدأنا في تقديم خدماتنا في السعودية منذ عامين، وقد كان معدل النمو لا يصدق؛ فالسعوديون يستخدمون «أوبر» بكثرة في تنقلاتهم، وقد أخبرونا أن خدماتنا سهلت بشكل كبير الوصول إلى المدارس، ومقار العمل، لذلك فهدفنا هو الاستمرار في تقديم خيار آمن وموثوق ومعقول التكلفة في قطاع النقل من خلال تقنيتنا، إضافة إلى توفير فرصة اقتصادية كبيرة. • ما هي المدن التي تغطيها خدمات «أوبر»؟ •• «أوبر» توفر الخدمة حاليا في عدد من المناطق منها الرياض، وجدة، ومكة المكرمة، والمدينة المنورة، والمنطقة الشرقية. تقليص 30 % من بطالة العاطلين • ماذا عن خطط الشركة بعد استثمار السعودية فيها؟ •• الاستثمار هو استثمار عالمي يعكس الثقة في خدمتنا، وأنها بالفعل تغير الطريقة التي يتنقل بها الناس حول العالم، ونحن في السعودية بالتحديد ندعم بشكل كامل رؤية 2030، التي تهدف إلى دعم المزيد من السعوديين من الرجال أو النساء سواء كانوا أصحاب مشاريع حرة أو ضمن القوى العاملة، ونريد أن نساهم في تقليل 30% من نسبة العاطلين عن العمل من الشباب السعودي من خلال تشجيع المزيد من السعوديين على القيادة مع «أوبر»؛ وبالتالي فإننا ندعم خطط المملكة من خلال إدخال 1.3 مليون امرأة إلى سوق العمل بحلول عام 2030 لزيادة نسبة النساء العاملات إلى 30% من القوى العاملة مقارنة بنسبة 14% الموجودة اليوم، كما ندرس إقامة شراكات وبرامج في التقنية والتدريب المهني في مجال العمل الحر. • إذن، أنتم ماضون نحو المزيد من التوسع في العمل.. •• نريد أن نستمر في توفير وسيلة مواصلات آمنة وموثوقة ومعقولة التكلفة، ونسهل تنقلات الناس إلى أماكن الدراسة والعمل، وكلما توسعت شبكة السائقين والسيارات كلما أصبحت «أوبر» متوفرة بشكل أسهل وبأسعار أقل للكثير من الناس، فأسعارنا أيضا معقولة بشكل كبير لدرجة أن الناس تفضل ألا تستخدم سيارتها الخاصة وتستخدم «أوبر» بدلا عنها في تنقلاتهم اليومية. • لماذا لم تحصل الشركة حتى الآن على ترخيص مزاولة العمل في السعودية؟ •• نحن مرخصون كشركة عالمية من قبل هيئة الاستثمار العام، ولدينا سجل تجاري؛ إذ إن «أوبر» شركة تقنية عالمية جديدة تعمل في مجال النقل، وهذا مجال جديد تماما في القطاع، ولا نملك سيارات ولا نوظف سائقين بدلا عن ذلك نقوم بالمشاركة معهم ونسمح لهم باستخدام تقنيتنا؛ وكانت ردة فعل الحكومة السعودية إيجابية تجاه وجودنا هنا، إذ نقوم حاليا بمباحثات مثمرة لتحديد موقعنا المناسب في المملكة. سائقونا ليسوا موظفين • هل يحق للموظف الاشتراك في تطبيق الشركة؟ •• إن السائقين ليسوا موظفين لدينا، إذ إنهم ينضمون إلى «أوبر»، ويستخدمون تقنيتنا من خلال التطبيق الخاص بهم، إذ يستطيعون فتحه أو إغلاقه بحسب ما يناسبهم، لأن توفير فرصة عمل بدوام جزئي وساعات مرنة للسائقين هي أحد أهم الأسباب التي حققت نجاحا كبيرا لشركة «أوبر». إطلاق خدمة الدفع النقدي • ما ردكم على الحملات المضادة لنشاط الشركة؟ •• هدفنا منذ انطلاقنا يكمن في توفير حلول نقل آمنة وموثوقة للجميع في جميع أنحاء المملكة، ولا نرى ذلك يقتصر على مجموعة محدودة من الناس بل في الواقع رؤيتنا تتضمن توفير خدمتنا للجميع، إذ يستطيعون استخدامها في التوجه إلى العمل أو المدرسة أو الخروج مع أفراد العائلة، ما يخلق كفاءات تجعل من الخدمة معقولة التكلفة للجميع، كما أننا نغير من تقنيتنا مع ما يتناسب واحتياجات السوق؛ الأمر الذي يجعلنا نقدم خدمة الدفع النقدي في السعودية، ونحن نستمر في البحث عن وسائل أخرى تمكننا من التطوير في السعودية بحسب أفضل الممارسات العالمية التي نراها يوميا. • لماذا لا تستفيد الشركة من شركات الأجرة «الليموزين» بالسعودية؟ •• نحن شركاء مع شركات الليموزين المرخصة، وكما ذكرت سابقا فإننا لا نملك سيارات وبدلا من ذلك تستخدم شركات الليموزين تقنيتنا لتطوير أعمالها، ولتوسيع دائرة التواصل مع الركاب بنقرة زر فقط، لكن كجزء من خطة تطورنا نرغب أن نسهل انضمام السعوديين إلينا مباشرة، وبدأت الحكومة تنظر للأمر ونحن نعقد محادثات إيجابية معا للبحث في موضوع الترخيص الفردي للسعوديين من أجل فتح فرصة اقتصاديه أمامهم. ملتزمون بمراقبة سلوك السائق • ما مدى الأمان والخصوصية للمستفيدين والمستفيدات من خدمات «أوبر»؟ •• تركز تقنية «أوبر» المتطورة على جانبي السلامة والراحة للركاب والسائقين على حد سواء، قبل كل مشوار وأثنائه وبعده، بطرق لم تكن ممكنة من قبل، كما أنها متقدمة جدا على نظرائها في السوق من ناحية التقنية التي نطورها، إضافة إلى المميزات الحالية المتواجدة لدى الشركة، التي تتضمن رؤية اسم السائق وصورته ورقم لوحة السيارة قبل الصعود إليها، ويقوم فريق المهندسين الخاص بالشركة بتطوير تقنية تدعى المعلومات البعدية «تليماتية»، التي ستساعد في مراقبة سلوك السائق وتنبه الفريق في حال كان أي من السائقين يقود بطريقة غير آمنة، كما أن الشركة توفر خاصية «شارك وقت وصولي المقدر»، التي تسمح للراكب أن يرسل مسار طريقه إلى أحد الأصدقاء أو أفراد العائلة لكي يعرفوا وقت وصوله بدقة.