أكد شيخ سوق الخضراوات والفاكهة بالسوق المركزية بالمدينةالمنورة طلال صبر ل «عكاظ» تراجع سعر كرتونة الرطب من 100 ريال طيلة شهر رمضان، إلى أربعة ريالات، معتبرا ذلك انتكاسة حادة في أسعار الرطب لم تشهدها السوق منذ عقود. وأبدى انزعاجه من هذا التراجع الذي أثر على الباعة والدلالين وخلف تكدسا كبيرا في الرطب بالأسواق، مشيرا إلى أن الهبوط الحاد في الأسعار بدأ مع إطلالة عيد الفطر المبارك، فيما أرجع ذلك إلى ارتفاع درجة الحرارة وزيادة المعروض من الرطب، إضافة إلى نقص العمالة، مهيبا بالجهات المعنية بالسماح للمزارعين بجلب عمالة نظامية، إذ إن أغلب العمالة الموجودة ليست على كفالة المزارعين، ما أدى إلى وصول أجرة العامل الواحد إلى 8000 ريال شهريا، ما أربك المزارعين، وألقى بظلاله على السوق خلال الشهر الكريم، موضحا أن هذه العمالة ستتجه إلى القصيم بسبب موسم الرطب والتمور هناك، ما يحدث فراغا كبيرا ويزيد ارتباك السوق وخسائر المزارعين. من جانبه، أرجع أحد أقدم دلالي السوق عباس صالح ل «عكاظ» أسباب تراجع أسعار الرطب في المدينة إلى عاملين رئيسيين، هما شدة الحرارة التي ارتفعت مع أول أيام عيد الفطر المبارك، وزيادة العرض، قائلا إن العرض هذه السنة كان كبيرا ما أدى إلى هبوط الأسعار، خصوصا لرطب الروثانة، التي وصل سعرها في أول نزول لها في السوق منتصف شهر رمضان المبارك ما بين 80 و70 وإلى 100 ريال للصندوق الواحد، بينما وصلت الآن إلى أربعة ريالات للصندوق الواحد. وأشار إلى أن سعر (الربيعة) تراوح في بداية نزولها إلى الأسواق منتصف شهر رمضان الماضي بين 40-50 ريالا، للصندوق الواحد لتصل إلى أربعة ريالات للصندوق الواحد. وعن أشهر أنواع الرطب في المدينة قال (الروثانة) و(الربيعة) و(اللونة) و(السكرية) و(سكرية ينبع) و(برني العيص) و(برني المدينة) و(روثانة شرق) و(الحلية)، مبينا أن إنتاج المدينةالمنورة السنوي من جميع هذه الأنواع يصل إلى 13 مليون طن من خلال أكثر من مليوني نخلة. وأبان أن هبوط الأسعار كان في صالح المشترين ورواد السوق، الذين يحرصون على شراء هذه الأنواع من الرطب، مستدركا أن كلا من (الروثانة) و(الربيعة) شهدا إقبالا هذا العام، في وقت تضرر فيه المزارعون كثيرا نتيجة هذا الهبوط الذي يعد الأكبر طيلة السنوات الماضية، إذ لم يصل سعر الروثانة إلى أربعة ريالات للصندوق سوى هذا العام. في المقابل يرى أحد دلالي السوق سلطان سليهم أن هناك أسبابا أخرى لهبوط أسعار الرطب في المدينة، منها على سبيل المثال لا الحصر اتجاه عدد كبير من الأهالي والزوار إلى شراء الحلوى خلال أيام العيد، ما أدى إلى تكدس الرطب خلال فترة العيد، ما تسبب في تراجع الأسعار بهذا الشكل غير المسبوق.