عاشت المدينةالمنورة أمس يوما احتفاليا بديعا مفعما بالمودة والهدوء والاستقرار في رد صريح على أولئك الذين حاولوا إفساد فرحة العيد. وأدى الآلاف الصلاة في المسجد النبوي الشريف في جو مفعم بالهدوء والطمأنينة، ووسط اهتمام كبير من كافة الجهات المختصة التي حرصت على تهيئة كل المعينات لقرابة مليون مصل امتلأت بهم جنبات المسجد الشريف وأركانه وساحاته والشوارع المحيطة به. وتوافد الآلاف من الزوار والمقيمين والمعتمرين إلى المسجد منذ وقت باكر وشهدوا صلاة الفجر قبل أن يؤدوا العيد، وأم المصلين عبدالباري الثبيتي وبعد أن انقضت الصلاة انطلقت مشاهد الفرح والبهجة في طرق طيبة الطيبة وحواريها، واستقبل سكان الأحياء والحارات فرحة العيد بمزيد من التفاؤل، والتأكيد أن ما حدث من عمل إرهابي جبان في محيط المسجد الشريف لن يزعزع طمأنينتهم وسلامهم، كما أن إجرام المجرمين وكيد الكائدين مرتد إلى نحورهم. واستذكرت المدينةالمنورة في أول العيد تضحيات شهداء الوطن الذين قدموا دماءهم دفاعا عن العقيدة والوطن. كما استذكر المصلون شهداء العملية الإرهابية الجبانة في موقف قوات الطوارئ وترحموا على الشهداء. ويقول عبدالواحد الحطاب مدير العلاقات والإعلام في وكالة شؤون المسجد النبوي الشريف إن الوكالة أعدت لصلاة العيد كافة إمكاناتها وكثفت جميع الإدارات كافة إمكاناتها وطاقاتها لاستقبال المصلين من خارج المملكة وداخلها، والإشراف المباشر على تهيئة الخدمات لقاصدي المسجد النبوي الشريف منذ ليلة العيد مثل إعادة فرش السجاد بعد تنظيفه وترتيبه داخل المسجد والسطح وفي الساحات، وتنظيف الأعمدة والمباني والقناديل والمصابيح وضبط التكييف والصوت ورفع المخلفات إلى خارج المسجد وترتيب المصاحف بعد خروج المعتكفين. وأضاف الحطاب أن الأعمال شملت أيضا متابعة المشاريع التشغيلية الدائمة وتجهيز العدد الكافي من المباخر وتطييب المسجد النبوي باستعمال أجود أنواع البخور والإشراف على أعمال المراقبة وحراسة الأبواب وتأمين 4500 عربة لذوي الاحتياجات الخاصة وكراسي لكبار السن وتوفير مياه زمزم وتقديمه مبرداً في مواقع قريبة من المصلين. وعلى ذات الصعيد بثت إدارة الترجمة بالمسجد النبوي الشريف ترجمة خطبة العيد من المسجد النبوي الشريف عن طريق الراديو أو من خلال الهواتف على قناة FM داخل الحرم وساحاته، وعمل نحو خمسة آلاف موظف وموظفة على تنظيم المصلين داخل المسجد النبوي وتنظيم دخولهم وخروجهم من 100 باب.