كشفت جريمة استهداف المسجد النبوي ثاني الحرمين الشريفين عن الوجه الحقيقي لمساعي إرهابيي تنظيم «داعش» واستهدافهم للمقدسات الإسلامية، واصبح دليلا قاطعا بأن ادعاءهم نصرة الإسلام بعيد كل البعد عن الحقيقة إذ لم يراعو حماية قدسية بيوت الله وحرمة شهر رمضان. يأتي ما شهده المسجد النبوي الشريف أمس الأول سابقة حملت بصمات تنظيم «داعش» الإرهابي وما كان يسعى له لضرب أطهر بقاع الأرض. كان واضحا محاولة استغلال الأيام الأخيرة لشهر رمضان وزحام المسجد النبوي بأعداد كبيرة من الزائرين من أجل تنفيذ الجريمة الخسيسة وإيقاع أكبر عدد من الضحايا، ومحاولة إحراج البلاد أمام دول العالم، غير أن العمل البطولي الذي قام به رجال قوات الطوارئ الخاصة أحبط تنفيذ المخطط الإجرامي الآثم وحماية ضيوف الرحمن من أي عمل إرهابي سعى له أعداء الدين والوطن. استغلال الزحام لا يستبعد مراقبون محاولة الداعمين للتنظيم الإرهابي من دول إقليمية أو أجهزة استخباراتية محاولة استغلال الأعداد الكبيرة في المسجد النبوي لإعادة اقتباس ما حدث في موسم الحج الماضي من تدافع و استغلال ذلك لمحاولة إحراج البلاد غير ان الخطة الأمنية التي طبقت من قبل الجهات المختصة في الحرم النبوي الشريف أبطلت مخططات الأعداء ولم تحدث أية أضرار إذ تعمل الأجهزة الأمنية على تطبيق خطط التعامل مع الأزمات وحماية كل الضيوف والزوار وقاصدي الحرمين الشريفين وضمان سلامتهم. وكانت السعودية تعرضت في أقل من عامين لعدد من العمليات الإرهابية ومنها ما استهدفت مساجد بيوت الله وبلغت ثمانية مساجد في ست مدن مختلفة بالمملكة استشهد فيها من الأبرياء من المواطنين والمقيمين ورجال الأمن 59 شهيدا، فيما أصيب 208 ما بين مواطنين ومقيمين ورجال أمن. حادثة الدالوة أولى العمليات الإرهابية التي استهدفت بيوت الله وقعت في قرية الدالوة في 10/1/1437 عندما قام أربعة أشخاص بتنفيذ هجوم مسلح أثناء خروج عدد من المصلين واستشهد ثمانية مصلين وأصيب تسعة آخرون. واستهدفت العملية الإرهابية الثانية المصلين في مسجد الإمام علي بن أبي طالب ببلدة القديح بمحافظة القطيف في يوم الجمعة 4/8/1436 عبر الإرهابي الانتحاري الهالك صالح القشعمي الذي لم يتجاوز ال22 عاما استشهد 22 من المصلين فيما أصيب 102 مصل. استهدفت العملية الإرهابية الثالثة مسجد الحسين رضي الله عنه في حي العنود بالدمام يوم الجمعة 11/8/1436 واستشهد أربعة مواطنين قاموا بدور بطولي في تصديهم ومنع محاولة الإرهابي الهالك خالد عايد الشمري (20عاما) الدخول إلى المسجد لغرض تفجير نفسه بحزام ناسف كان يرتديه. شهداء الطوارئ وكان رابع المساجد التي استهدفه الإرهابيون مسجد قوات الطوارئ الخاصة بعسير وذلك يوم الجمعة 21/10/1436 والذي نفذها الهالك يوسف سليمان السليمان من مواليد عام 1415 واستشهد 15رجلا وأصيب 33 رجل أمن. وبعيد شهر قام أحد عناصر تنظيم داعش الإرهابي باستهداف مسجد خامس بتنفيذ عملية انتحارية عبر الهالك سعد سعيد الحارثي (35عاما) في مسجد المشهد بنجران أثناء صلاة مغرب يوم 13/1/1437 و نتج من ذلك العمل الجبان استشهاد مصليين وإصابة 19 آخرين. في 19/4/1437 تمكنت الجهات الأمنية وبمشاركة المواطنين من اعتراض شخصين انتحاريين حاولا استهداف سادس مسجد أثناء صلاة الجمعة (مسجد الرضا) بحي المحاسن بمحافظة الأحساء، إذ فجر الأول نفسه وهو الهالك عبدالرحمن بن عبدالله بن سليمان التويجري، فيما لم يتمكن الإرهابي الآخر طلحة هشام محمد عبده (مصري الجنسية) وتم القبض عليه، وتبنى تنظيم داعش الإرهابي ذلك العمل الإجرامي، ونتج من ذلك العمل الإرهابي أربعة شهداء من المصلين وإصابة 36 مصليا بينهم ثلاثة رجال أمن. محاولة فاشلة سابع المساجد .. مسجد فرج العمران أمس الأول (الإثنين) في محافظة القطيف والذي شهد محاولة انتحارية مزدوجة حاولت استهداف مصلين أثناء أدائهم صلاة المغرب، ولم ينتج من ذلك أي وفيات أو إصابات، كون الإرهابيين فجرا نفسيهما خارج المسجد وبين المركبات. ثامن المساجد التي سعى الإرهابيون لاستهدافها هو ثاني الحرمين الشريفين أثناء محاولة أحد الهالكين استهداف المسجد النبوي الشريف يوم أمس الأول (الإثنين) وتصدى له رجال قوات الطوارئ الخاصة نتج منها استشهاد أربعة رجال أمن وإصابة خمسة آخرين. ضربات استباقية من جهة أخرى، تمكنت الجهات الأمنية المختصة وعلى مدار العامين الماضيين من توجيه ضربات استباقية أحبطت خلالها استهداف سبعة مساجد أخرى عبر عمليات انتحارية يقوم بها عناصر تنظيم داعش الإرهابي، وكانت تلك المساجد موزعة ما بين مدينة الرياض والمنطقة الشرقية، إذ كان يسعى التنظيم لتنفيذ عمليتين في شعبان وخمس عمليات في رمضان خلال العام الماضي أحدها داخل جامع يستوعب ثلاثة آلاف مصل بمبنى قوات الطوارئ الخاصة بالرياض. كما تمكنت الأجهزة الأمنية في مكافحة الإرهاب خلال العام الماضي والحالي من توجيه عدد من الضربات الاستباقية لتنظيم داعش الإرهابي داخل المملكة وذلك بالقبض على أكثر من 532 إرهابيا يشكلون 6 خلايا إرهابية من ضمنهم امرأتان وأربعة خبراء من المختصين في صناعة المتفجرات والأحزمة الناسفة كانوا يعملون ضمن مخطط يُدار من المناطق المضطربة في الخارج ويهدف إلى إثارة الفتنة الطائفية وإشاعة الفوضى، وشملت الضربات الاستباقية الوصول إلى خمسة معامل متكاملة لصنع المتفجرات لدعم عناصر تنظيم داعش في الداخل.