في عكاظ يوم السبت الماضي، وجهت الأستاذة عبير الفوزان خطابا نقديا إلى شركة أوبر، وذلك بعد تصريح الشركة أنها تتوقع أن يبلغ عدد السائقين السعوديين العاملين معها خلال الأعوام الخمسة القادمة مائة ألف سائق، والأستاذة عبير ترى أن الشركة مهتمة بالسعودة أكثر من اهتمامها براحة العملاء، فالنساء في السعودية، (اللاتي يمثلن (80 %) من عملاء أوبر)، لا يرغبن في استخدام سيارة يقودها سعودي، ويعمدن إلى إلغاء الطلب متى عرفن أن السائق سعودي، و(سعودة) أوبر لسائقيها تسبب مشقة للنساء في السعودية لأنهن سيضطررن إلى إلغاء الطلب وتكراره مرات ومرات قبل أن يصل إليهن سائق أجنبي. لا أدري على أي شيء استندت الكاتبة الكريمة في قولها إن النساء في السعودية لا يرغبن في الركوب مع سائق سعودي؟ فهذا القول حكم عام لا يوجد ما يؤكد صدقه، ولا يكفي لإثبات صدقه استشهادها بأن صديقتها عبرت لها عن عدم رغبتها في الركوب مع سائق سعودي، فرأي الصديقة يخصها وحدها ولا يمثل رأيا عاما، ومثل هذه الأحكام لا يحسن أن تطلق إلا بعد مسح إحصائي دقيق، وإلى أن يتحقق ذلك، فإني أظن النساء بريئات من تلك التهمة التي ألصقت بهن. الأمر الآخر، ما قالته عن (سعودة) شركة أوبر للسائقين، الشركة لا توظف السائقين، فكيف تكون معنية بالسعودة؟! السائقون الذين يعملون مع أوبر، هم من المتعاونين الذين يعملون خلال ساعات فراغهم بسياراتهم الخاصة بحرية كاملة، فشركة أوبر لا تملك السيارات ولا توظف السائقين، دورها تنظيمي فقط، وأظن أن ما صرحت به عن العدد المتوقع للسائقين السعوديين هو من قبيل التوقع المبني على ما يوجد في البلد من احتياجات. لكن ذلك متى تحقق سيكون في صالح الوطن، فالمجتمع لا طاقة له على تحمل المزيد من السائقين الوافدين، فضلا عن أن عمل المواطنين مع أوبر سيوفر لهم دخلا طيبا يسدون به حاجتهم. ومن مزايا أوبر، أن الشركة لا تقبل التعاون مع السائقين إلا بعد فحص سيرهم الذاتية والتأكد من حسن سلوكهم، وبعد كل مشوار تطلب من الراكب عبر جواله أن يقيّم السائق الذي أوصله، وبطبيعة الحال التقييم يتضمن سلوك السائق الأخلاقي مع الراكب، وسلوكه في القيادة، وعندما يتدنى معدل درجات التقييم التي يحصل عليها السائق من الركاب، توقف الشركة التعاون معه. كما أن التواصل لا يكون بين الراكب والسائق، وإنما بين الراكب والشركة مباشرة، فمعلومات الراكب ورقم جواله تبقى مجهولة للسائق، كل ما لديه الاسم الأول لمن طلبه ومكانه، أما الراكب فإنه ترسل إليه عبر الشركة صورة السائق واسمه ونوع سيارته ورقمها، مما يجعل الركوب مع أوبر أكثر أمانا من سيارات الأجرة المعتادة.