قد يأتي سؤال واحد إلى الذهن عندما نقرأ أن أوبر ستحصل قريبا على تقييم يبلغ 62.5 مليار دولار: هل هم مجانين؟ لكن دعونا ننتظر قليلا. ونريد أن نجعل هذا الرقم الجنوني يستقر في أذهاننا. الآن توجد مسألة أساسية لأوبر والمستثمرين الذين يراهنون بمليارات الدولارات على الشركة: سوق سيارات الأجرة حين يكون السائق من الغرباء شبه المحترفين، هل لها فوائد تنتقل من بلد إلى بلد، مثل أي شبكة اجتماعية؟ بعض أنواع الأعمال - محلات البقالة، على سبيل المثال - يبدو أنها محلية أو إقليمية بطبيعتها. ولكن اتضح أن الإنترنت قد أعطى مزايا إلى الشركات التي تمتد مخالبها في الأرض، لأن العلاقات الشخصية والمهنية لا تتوقف بالضرورة عند حدود البلدان. لم يمض وقت طويل حتى أخذت الشبكات الاجتماعية المختلفة تحكم في بلدان مختلفة. كانت شبكة جوجل الاجتماعية التي سميت مرة "أوركوت" كبيرة في البرازيل. وكانت إندونيسيا مليئة بالحماس لشبكة فريندستر بعد فترة طويلة من انتقال معظم الناس من تلك الشبكة الاجتماعية التي انتشرت في العقد الأول من القرن الحالي. الآن تتربع فيسبوك على القمم في معظم الأماكن. أما ليند إن فقد انتشرت خارج الولاياتالمتحدة منذ اللحظة الأولى من عمرها. يعتمد مستقبل أوبر على أن يكون لسوق "سيارات الأجرة عند الطلب" أثر الشبكة العالمية مثل فيسبوك. إنها تراهن على الاستفادة من وجود شركة واحدة لديها إمكانيات واسعة من السائقين والركاب في كل مكان تقريبا في العالم. ما هو واضح هو أن أوبر ستقوم قريبا بجمع أكثر من 12 مليار دولار من بيع الأسهم والسندات لتمويل توسعها العالمي، ظناًّ منها أن الفوائد من وجودها في كثير من المدن والبلدان ممكن تستحق التكاليف التي لا تصدق والصداع، مثل إضرام سائقي سيارات الأجرة الفرنسية الغاضبين النار في السيارات، والمعارك مع صناع القوانين في كل مكان. قال أوستن جيدت، التنفيذي الذي يشرف على توسع أوبر في أسواق جديدة في مؤتمر التكنولوجيا فورتشن الصيف الماضي: "إننا دائما بحاجة إلى مزيد من المحامين". وصف تنفيذيو أوبر قواعد اللعبة التي يمارسونها لتمكين الشركة من الهبوط إلى أسواق جديدة والبدء بالخدمة مع اتساق شبيه بالآلات. وهم يقولون إن الكثير من هذه العملية - التعاقد مع السائقين، والإعلان عن الخدمة للركاب، والتعامل مع القوانين التنظيمية، وإعداد ووضع نظام لدفع أجرة السيارة - هو نفسه سواء كان الراكب في مدينة أمريكية أم في مدينة إفريقية. ينظر منافسو أوبر للأمر بشكل مختلف. أربعة من منافسي أوبر، بما في ذلك ليفت في الولاياتالمتحدة وديدي كوايدي في الصين، أعلنوا يوم الخميس عن تحالف دولي موسع يخلق في الواقع شبكة عالمية من دون تكاليف وصداع نهج أوبر القائم على أن تتولى كل شيء بنفسك. تعني الشراكة أن العملاء الذين يستخدمون ليفت بالأصل في مانهاتن يمكن أن يطيروا إلى بكين، أو مومباي أو سنغافورة وفتح تطبيق ليفت عندما يهبطون لطلب توصيل من سائق محلي. سنرى ما إذا كان المسافرون في أنحاء العالم في الواقع سوف يستخدمون هذا التطبيق. كما أنه من غير الواضح ما إذا كانت الشركات المنافسة لأوبر لا تذهب إلى الخارج من تلقاء نفسها لأنها تعتقد أن هذا هو النهج الأذكى، أم أنها ببساطة لا تملك المال الموجود لدى أوبر واللازم لاستيعاب مصاريف وضربات الأجهزة التنظيمية نتيجة التوسع العالمي. بعض مستثمري التكنولوجيا - أقصد الذين لم يدعموا أوبر - يعتقدون أن السوق الشبيهة بسيارات الأجرة ليست ذات طابع عالمي بقدر ما هي ذات طابع محلي. وقال ريد هوفمان، مؤسس لينكدين ومستثمر في الشركات الناشئة، في مقابلة الشهر الماضي مع إميلي تشانغ من تلفزيون بلومبيرج: "إن شبكة أوبر تعتبر محلية بشكل طبيعي في المدن". طموح أوبر - أو غطرستها - للحرث قدما على الصعيد العالمي على الرغم من العقبات يجعل منها شركة تريد تحقيق كل شيء أو تغامر بخسارة كل شيء: إذا كانت الشركة محقة في أنه يمكن إنشاء أنواع من الأعمال في كثير من الأماكن في العالم بقدر المستطاع، معنى ذلك أن أوبر في سبيلها لتصبح الطاغوت العالمي الضخم المقبل. ونظرا لأكوام المال التي جمعتها الشركة للتوسع، سوف تنخفض أوبر انخفاضا حادا إذا لم تتحقق الفوائد من وجودها في كل مكان في نفس الوقت.