استفاق اللبنانيون فجر أمس (الإثنين) على عملية إرهابية استهدفت بلدة القاع الحدودية، وأدت إلى مقتل خمسة أشخاص وأربعة انتحاريين وإصابة 15 شخصا منهم أربعة عسكريين. وفجر الانتحاريون الأربعة أنفسهم تباعا بالقرب من مركز الجمارك بعد اكتشاف أمرهم وفقاً لبيان لقيادة الجيش اللبناني أشار إلى أن الضحايا العسكريين كانوا في دورية توجّهت إلى موقع الانفجار الأوّل. وباشرت قوى الجيش والأمن عملية تفتيش واسعة في بلدة القاع ومحيطها بحثاً عن مشبوهين. وروى شهود عيان التفاصيل موضحين أنه في حوالي الساعة الرابعة فجرا شعرت عائلة المواطن طلال مقلد بحركة غريبة في محيطها، فخرج الشاب شادي مقلد لاستكشاف الأمر، وتبادل إطلاق النار مع أحد المسلحين الذي رمى باتجاهه قنبلة يدوية هرع على إثرها الأهالي إلى المكان. وعندها فجر الانتحاري نفسه بين الجموع موقعا إصابات، وتوالت بعدها التفجيرات. وفرض الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية طوقاً حول مكان الحادثة الذي زاره قائد الجيش العماد جان قهوجي مطلعاً على ما حصل. وقال رئيس بلدية القاع بشير مطر إن أربعة انفجارات متتالية أدت إلى وقوع هذا الكم من الضحايا الذين منهم عسكريون متقاعدون. وأضاف، أحد الإرهابيين مرّ إلى جانبي خلال عملية إسعاف الضحايا وعندما تنبهت له أطلقت النار عليه فعلم بانكشاف أمره فأقدم على تفجير نفسه. وقد استعملنا أسلحتنا الرشاشة الخاصة للقضاء على الانتحاري الرابع قبل تفجير نفسه. المرجعيات السياسية استنكرت العمل الإرهابي مطالبة بالوحدة الداخلية لمواجهته، فرأى رئيس الحكومة السابق سعد الحريري أن العملية جريمة إرهابية منظمة في كهوف الضلال. ومن جهته لفت رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جع جع إلى «أن القاع لم تكن مستهدفة بل إن الانتحاريين اختبأوا في مكان ما في البلدة بانتظار شيء ما ليتحركوا إلى مكان آخر. وحتى إشعار آخر يمكننا الاعتبار بأن القاع لم تكن مستهدفة وقد فدت لبنان كله بكشفها لهؤلاء الانتحاريين».