اطمأن أمير الرياض الأمير فيصل بن بندر على صحة إبراهيم العريني وابنه سليمان ، اللذين أصيبا بعد أن أقدم اثنان من أبنائه على قتل والدتهما ومهاجمتهما في منزلهم بالرياض. كما قدم في اتصال هاتفي بعبدالعزيز إبراهيم العريني العزاء في وفاة والدته هيلة عبدالله العريني، سائلاً الله العلي القدير أن يتغمدها بواسع رحمته ويسكنها فسيح جناته ويلهم أهلها وذويها الصبر والسلوان. ووصف أمير منطقة الرياض الجريمة بأنها «جريمة شنيعة»يرفضها العقل والدين، وتعدِ على الدين والأخلاق والإنسانية. حتى وقت قريب لم يكن التصور السائد في المجتمع السعودي أن يقدم أحد المتطرفين على قتل والديه، إذ شهد المجتمع حوادث سابقة راح ضحيتها عدد من الأقارب، لكن قضية التوأم اللذين قتلا والدتهما في الرياض وحاولا قتل والدهما وضعت بعدا جديدا وسابقة هي الأولى من نوعها. لكن قصة مشابهة حدثت في سورية هذا العام، إذ أقدم أحد عناصر تنظيم داعش على قتل والدته أمام جمع من الناس في وسط مدينة الرقة شمال سورية، بعدما طلبت منه الهرب معها لإنقاذه، لكن ابنها اتهمها ب«الردة»، وقام بإعدامها رميا بالرصاص أمام جمع من الناس. جريمة حي الحمراء في الرياض هي امتداد للحالة الهستيرية التي وصلت لها جماعات العنف المتأسلمة، والتي مسخت فيها أبسط المشاعر الإنسانية الفطرية تجاه الأب والأم والأخ والأخت وابن العم والخال والقريب. وبحسب إفادة الجانيين، خالد وصالح العريني، فإنهما كانا على خلاف دائم مع والديهما، وخصوصا أمهما التي اكتشفت مبكرا مدى انحرافهما، وكانا يحاصرانها بالأسئلة عن جماعات العنف والإرهاب حتى ضاقت بهم ذرعا وهددتهما بإبلاغ الجهات الأمنية وهو ما جعلها في نظرهما مجرد مرتدة ويجب قتلها. وفي رواية أكدها مصدر أمني، فإن التوأم الإرهابي، قتلا أمهما بسبب رفضها الدائم لرغبتهما في السفر إلى سورية والانضمام ل«داعش»، إذ هددتهما بالإبلاغ عنهما، لكنهما جهزا للسفر، وقتلاها لأنها أصبحت في نظرهما كافرة «زنديقة». ويقول أحد المقربين من عائلة العريني ل«عكاظ»، إن الشقيقين كانا يعيشان بشكل شبه معزول عن باقي العائلة، «وكنا نظن أنهما يعانيان من اعتلالات نفسية، أو ما شابه، لكنهما كشرا أنيابهما في إحدى الجلسات التي كانت حول الأحداث السورية، وكشفا حماسة منقطعة النظير ولاسيما عما يسمي ب«الخلافة الإسلامية». وقال أحد الجيران، إن التوأم الإرهابي كانا يخرجان برفقة بعضهما البعض، وتظهر عليهما بعض الحركات الصبيانية، وعند ذهابهما للمسجد ينطلقان مسرعين «هرولة». مؤكدا أنه شاهدهما قبل أشهر عدة في مظهر مختلف، قبل أن «يعفيا لحيتيهما». واللافت للنظر أن اسمي خالد وصالح العريني قاتلي والدتهما، ضمن الطلاب المتفوقين في مدارس رياض نجد في مدينة الرياض، ما يعني أنهما تلقيا عناية خاصة من قبل والديهما قبل أن تطرأ عليهما ملامح التشدد والتطرف ويتحولا إلى وحشين بشريين.