حقق الذهب أمس أعلى مكاسبه منذ الأزمة المالية العالمية في 2008 بعدما أصيبت الأسواق بالصدمة؛ بسبب تصويت البريطانيين لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي؛ ما أذكى اضطرابات السوق التي دفعت المستثمرين للإقبال على الأصول الآمنة. وقفز المعدن الأصفر 8% إلى أعلى مستوياته في أكثر من عامين مقتفيا أثر مكاسب الملاذات الآمنة الأخرى مثل السندات مع هبوط الأصول التي تنطوي على مخاطر مثل الأسهم والجنيه الإسترليني. وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 5.1% إلى 1319.60 دولار للأوقية، بعدما صعد في وقت سابق إلى 1358.20 دولار للأوقية مسجلا أعلى مستوى له منذ مارس 2014. وزاد الذهب في العقود الأمريكية الآجلة تسليم أغسطس القادم 4.7% إلى 1322.80 دولار للأوقية. ومن بين المعادن النفيسة الأخرى ارتفعت الفضة 2.4% إلى 17.69 دولار للأوقية. وزاد البلاتين 1.4% إلى 973.75 دولار للأوقية بينما هبط البلاديوم نحو3% إلى 548 دولارا للأوقية. من جهة ثانية، هبطت أسعار النفط أكثر من 6 % أمس (الجمعة) بعدما صوت البريطانيون لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي في استفتاء تاريخي، ما أثار حالة من الغموض الشديد في السوق وعرقل الجهود الأوروبية الرامية لتعزيز الوحدة. فيما توقعت فنزويلا ارتفاع أسعار الخام 10 دولارات للبرميل هذا الصيف؛ نظرا لزيادة الطلب وتراجع المعروض. ونزل الدولار عن 100 ين للمرة الأولى منذ نوفمبر 2013. وانخفض خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة 2.70 دولار إلى 48.21 دولار للبرميل، بينما نزل الخام الأمريكي 2.65 دولار إلى 47.46 دولار للبرميل. وفي وقت سابق هبط الخامان أكثر من ثلاثة دولارات أو نحو 6 % في العقود الآجلة، ليسجلا أكبر خسائرهما اليومية منذ 18 أبريل الماضي حين فشل اجتماع لكبار منتجي النفط في التوصل لاتفاق على تثبيت الإنتاج. من جانبه قال وزير النفط في فنزويلا أمس الأول: «إن أسعار الخام سترتفع على الأرجح 10 دولارات للبرميل هذا الصيف». وأشار إلى أن بلده العضو في منظمة أوبك قد تزيد إنتاجها بما يصل إلى 200 ألف برميل يوميا خلال الشهور الستة القادمة. وقال الوزير إيولوخيو ديل بينو في حديث لإذاعة محلية: «إن زيادة الطلب وانخفاض المعروض سيساعد في دعم أسعار الخام في الشهور القادمة». وأضاف: «ستؤدي زيادة الطلب بأكثر من مليوني برميل وتراجع المعروض بواقع مليون برميل إلى تعافي الأسعار بنحو 10 دولارات». في السياق ذاته، انهارت الأسواق الأوروبية عند الافتتاح أمس (الجمعة) إذ لم تكن تتوقع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لتحذو بذلك حذو الأسواق الآسيوية والجنيه الإسترليني الذي تراجع إلى أدنى مستوى له منذ العام 1985. وتراجعت بورصة باريس بنحو 10% وفرانكفورت ب10% تقريبا ولندن بأكثر من 7%. ووقع الصدمة شبيه بالأضرار التي نجمت عن إفلاس مصرف «ليمان براذرز» الأمريكي في العام 2008 مع تأثر القطاع المصرفي بشكل خاص. وسجل مصرف «دويتشه بنك» تراجعا بأكثر من 16% مثل «بي ان بي باريبا» بينما تراجع «سوسييتيه جنرال» بأكثر من 25%. وخسر عملاقا تصنيع السيارات اليابانيان «تويوتا» و«نيسان» اللذان لديهما مقرات في بريطانيا أكثر من 8%. وسجلت سندات الدين الألمانية نتيجة سلبية كما كان معدل الاقتراض على عشر سنوات في فرنساوبريطانيا عند أدنى مستوى تاريخي له. وبالنسبة إلى البورصات الأخرى في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، فقد تراجعت سيدني وسيول بأكثر من 3% وشنغهاي بأكثر من 1%.