لم يتوقع أحد ممن حضروا اجتماع وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة أنه ينوي زيارة عدد من المراكز الصحية في جدة بصورة مفاجئة ليتأكد بنفسه مما يتم طرحه على طاولة الاجتماع، إذ تمت مناقشة واقع العمل الطبي في المستشفيات والمراكز الصحية. وعلمت «عكاظ» أن الاجتماع الذي عقده الوزير في مكتبه بالوزارة بحي الحمراء مع مسؤولي صحة جدة بحث بشكل عام الأوضاع، لكن الوزير بعد نهاية الاجتماع آثر على الإبقاء على مدير الشؤون الصحية في جدة الدكتور مبارك عسيري ومساعده للطب الوقائي الدكتور أحمد فادن، ليرافقاه إلى أحد المراكز الصحية. وأعلن الوزير لمرافقيه ثلاثة أهداف للجولة المفاجئة تتمثل في الوقوف على حال المراكز الصحية المتهالكة، إذ وقع الاختيار على مركز صحي الصفا 2 باعتباره أسوأ المراكز الصحية التي تقدم خدمات طبية، بالإضافة إلى أعمال التوسعة والصيانة في مستشفى المساعدية للأطفال والنساء والولادة، ثم الربط الإلكتروني بين الملفات الطبية بين مركز صحي الحمراء ومستشفى الملك فهد. وعلمت «عكاظ» أن الوزير الذي بدأ جولته بمركز الصفا اطلع على التفاصيل كافة داخله خلال تفقده مرافقه وأقسامه، إذ إن المركز يقدم خدماته لشريحة كبيرة من المواطنين رغم تواضع خدماته الطبية، واستمع الوزير من منسوبي المركز على أبرز ملاحظاتهم. كما حرص الوزير على الاستماع للمرضى والمراجعين وتعرف على شكاواهم، إذ حرص على تسجيل كل الملاحظات التي شاهدها واستمع لها. وفي المحطة الثانية، وقف الربيعة على أعمال البناء والترميمات والتوسعة التي يشهدها مستشفى الولادة والأطفال في المساعدية وتعرف على الخدمات الطبية المقدمة داخل المستشفى وتجول في الأقسام المختلفة والتقى بالموظفين والمرضى وسجل أبرز الملاحظات واستمع إلى آراء المسؤولين في المستشفى. وفي محطته الأخيرة اطلع وزير الصحة على الربط الإلكتروني في مركز صحي الحمراء، وناقش مع المسؤولين الآلية المرتبطة مع مستشفى الملك فهد العام، وإمكانية تعميمها لبقية المراكز الصحية الأخرى. ورصدت «عكاظ» خلال جولة نفذتها أمس على مركز صحي الصفا السلبيات التي رصدها الوزير والتي يتمثل أبرزها في سوء الوضع وتهالك المبنى بالإضافة إلى ضيقه وتناثر الأجهزة الطبية إلى الدرجة التي يحال فيها بعضها إلى دورات المياه والتي هي الأخرى تشكو الإهمال وسوء الصيانة. وشكل المبنى المستأجر عاملا أساسيا في تدني مستوى الخدمات عطفا على ضيقه وعدم اتساعه أو تهيئته لاستقبال المراجعين.