يمضي الدكتور أحمد عبد الملك فادن 20 ساعة يوميا في خدمة مراجعي مستشفى منى الجسر، بل إنه يواصل الليل بالنهار لتقديم الخدمة التي تليق بهم، كيف لا وهو أمام تحدٍ كبيرٍ، إذ إنه أصغر مدير مستشفى في المشاعر المقدسة.. فادن استشاري في الجراحة العامة والمناظير، عمره لم يتجاوز 33 عاما، إلا أن طموحه وحماسته والخبرة المبكرة التي اكتسبها طوال سنوات عمره العشر بعد التخرج، بوأته ليحظى بثقة وزير الصحة الدكتور عبدالعزيز الربيعة ويدير المستشفى بكل جدارة واقتدار، بل إنه أدخل بعض التنظيمات الإدارية التي ساهمت في سلاسة العمل. الدكتور أحمد يعمل رئيسا لقسم العمليات والشؤون الأكاديمية ورئيس قسم الجراحة والمناظير في مستشفى الملك فيصل في مكةالمكرمة، وحاصل على الزمالة السعودية، دبلوم في جراحة المناظير من فرنسا والهند، وهو خريج كلية الطب في جامعة الملك عبدالعزيز عام 2001م. a فادن يتكئ على خبرة عمل طويلة في المشاعر المقدسة، إذ يعمل في مستشفياتها منذ عشر سنوات، وكانت أول تجربة له عام 1422ه، فعمل في مستشفى منى العام طبيبا ليتدرج بعدها لإدارة العيادات فمديرا لإدارة الطوارئ ومن ثم مساعد مدير طبي لسنوات عدة ليبشر بعدها aباختياره مديرا لمستشفى منى الجسر واصفا الاختيار بأنه مفاجأة سارة له، لكنها مسؤولية كبيرة تجعله دائم التفكير بالطريقة الأكثر نجاعة في إدارة المستشفى وتقديم الخدمة المثلى لضيوف الرحمن، مشددا على أن اختياره يعد تكليفا وليس تشريفا. يحدد الدكتور أحمد المعايير التي يلجأ لها عند اختيار مديري مستشفيات المشاعر؛ وأهمها سيرته الذاتية وشهاداته وتاريخه المهني وعمله في المشاعر والدورات التي حازها خلال مسيرته، مبينا أنه حصل على دورات عدة في سبل التواصل، وإدارة الكوارث، وغيرها من الدورات التي تساعده على عمله الإداري الجديد. وأشار فادن إلى مباشرته للعمل منذ يوم السادس من شهر شوال مع باقي مديري المواقع لتجهيز البنى التحتية، منوها إلى أن مستشفى منى الجسر يعتبر ثاني أكبر مستشفى من ناحية السعة السريرية، كما أنه يعد أكثر المستشفيات قربا من مكةالمكرمة والأكثر سهولة من ناحية الوصول إليها. أقسام المستشفى وأبان فادن أن السعة السريرية للمستشفى تبلغ 150 سريرا إضافة إلى 28 سريرا للعناية المركزة و11 سريرا للعناية القلبية، و36 سريرا توضع للطوارئ، مؤكدا أن نسبة إشغال المستشفى تصل مائة في المائة في أيام عيد الأضحى نظرا لكثافة الحجاج. ولفت فادن إلى أن المستشفى يحوي 22 ثلاجة موتى منها 16 خارجية. وأبان أن عدد الكادر الطبي في المستشفى يصل إلى 92 طبيبا ما بين أخصائي واستشاري وطبيب عام، أما الكادر التمريضي فعدده 178 ما بين نساء ورجال. وأشار فادن إلى استقطاب وزارة الصحة للقدرات النادرة في تخصصات الطوارئ والعناية المركزة والقلب من كل مناطق المملكة وهي ما تعرف بالقوة الزائرة، مبينا أن هذه القوة تعمل في قطاع صحي آخر غير قطاع الصحة مثل العاملين في التخصصي أو مستشفيات القوات المسلحة أو الحرس من الكفاءات الكبيرة من أصحاب التخصصات النادرة التي يلجأ لها عند الحاجة وعددهم يقدر ب 200 طبيب. ولفت فادن إلى أن نسبة السعوديين من الأطباء تصل إلى 80 في المائة، بينما تصل عند الممرضين إلى 75 في المائة، مؤكدا أن كوادر المستشفى من جميع المستشفيات المنتشرة في مناطق المملكة. وأوضح أن المستشفى ينقسم إلى أقسام عدة؛ هي العناية المركزة، والعناية المركزة القلبية، والطوارئ، وحدة الكلى، قسم الباطنية، قسم الجراحة، العيادات العامة وقسم للنساء والولادة. مستجدات الإدارة وعن أبرز المستجدات في عهد إدارته التي تطبق لأول مرة في الحج، بين الدكتور أحمد أنه تم استحداث وحدة للخدمات الطبية التي لم تكن موجودة في السابق، كما تم استحداث وحدة للمناظير العلوية والسفلية، كما أمنت وزارة الصحة جهاز تنظير للقصبة الهوائية. وأضاف فادن «أنشئت وحدة لغسيل الكلي تحوي خمسة أجهزة، وكانت أول حالة غسيل في المشاعر لحاجة باكستانية في المستشفى، ولدينا كادر طبي متكامل لغسيل الكلى بمن فيهم رئيس لجنة غسيل الكلى». وأفاد الدكتور أحمد «استحدثنا اللجنة الأكاديمية المشكلة من لجان عدة ومنها لجنة استقبال المتدربين، حيث وضعت آلية لاستقبالهم وتعريفهم بالمستشفى ومهماتها، فأصبح الأمر أكثر سهولة في استقبال المتدربين والكادر التمريضي». وأضاف «أوجدنا ملفا تعريفيا للمستشفى يعطى لكل عامل حتى يتعرف إلى إدارة المستشفى والإدارة التي يتبعها والتعليمات والإرشادات التي يجب أن يلتزم بها وطريقة جدولة العمل مما سهل لنا كثيرا التواصل». وأشار مدير مستشفى منى الجسر إلى أنه عقد لقاءات تعريفية لكل المنتدبين والإداريين العاملين في المستشفى ليتعرف الجميع إلى كادر المستشفى والمهمات المنوطة به»، مبينا أن البعض باشر عمله في 20 ذي القعدة ويستمر لمدة شهر كامل، بينما باشر بعض الأطباء في أول ذي الحجة وسوف يستمر عمل المستشفى حتى نهاية شهر ذي الحجة»، موضحا أن سبب مباشرتهم في العمل من بعد عيد الفطر هو لتجهيز المستشفى من ناحية البنى التحتية ليكون جاهزا للخدمة طيلة أيام الحج. لجان أكاديمية ولفت الدكتور أحمد إلى إيجاد لجان عديدة من أبرزها لجنة الشؤون الأكاديمية لتدريب الطلاب والطالبات القادمين من مدينة الملك فهد الطبية في الرياض وكلية ابن سينا، وجامعة أم القرى وجامعة الملك عبدالعزيز، مؤكدا على وجود حاجة كبيرة لجدولة العمل ليستفيد هؤلاء المتدربون أكبر استفادة ممكنة، مشددا على أن الحج مدرسة كبرى يمكن أن يتعلم منها الإنسان ويستفيد، خصوصا العاملين في المجال الصحي. وأشار فادن إلى أنهم سعوا لتنمية الفكر الأكاديمي في المستشفى من خلال إنشاء مكتبة تحوي مراجع طبية شتى، إضافة لأجهزة حاسب آلي مربوطة بإنترنت يعود إليها الطلاب المتدربون لمراجعة أية معلومة يريدون العودة إليها مما يعزز علاقة المتدرب بالمستشفى ويزيد حرصا على تقديم الخدمة الأفضل، لافتا إلى عمل هيكلة تنظيمية وضعت فيها أسماء الكادر الطبي في مدخل المستشفى وتسلسلهم الوظيفي لتكون خير عون لكل عامل أو مراجع، مشددا على أن هذه التنظيمات ساعدتهم على العمل ولم يواجهوا أية مشكلة تنظيمية تذكر، مبينا أنه تم وضع كود لكل طبيب في تجربة تعتبر الأولى في مستشفيات المشاعر تهدف إلى سهولة العودة لكل طبيب في حال مراجعة روشتات العلاج لإبداء الملاحظات دون عنت أو تعب، مؤكدا أن هذا الكود يعد وسيلة سهلة للوصول لكاتب أية وصفة علاجية. وأضاف فادن «من الأمور التي استحدثت إيجاد شعار وهواية خاصة بالمستشفى، حيث تم وضع شعار أسميناه (صحتكم أمانة)، وضمن برج الساعة التي فعلت لأول مرة وقطار المشاعر ومآذن الحرم بحيث يعرف المطلع عليه في أي عام وضع هذا الشعار». تنظيم العمل وأشار فادن إلى أنه طبق تنظيم الدخول بالبطاقات بحيث يعرف كل عامل في المستشفى من هو الزائر فمثلا خصص بطاقات للإعلاميين وهكذا، لافتا إلى إيجاد تواصل مرئي مع كادر المستشفى وباقي مستشفيات المشاعر بحيث يسهل الاجتماع مع كوادر المستشفيات الأخرى وفي ذلك توفير للجهد والوقت، مشيرا إلى أن كل كوادر المستشفى يعملون على مدار الساعة خصوصا في ظل وجود سكن خاص للمستشفى بحيث يسهل العمل، وذكر مدير مستشفى منى الجسر إلى اعتماده على الكوادر البشرية الشابة لإيمانه التام بالدماء الجديدة القادرة على استحداث نقلة نوعية في العمل الصحي في المملكة، خصوصا وهي تجد دعما ومتابعة من وزير الصحة الدكتور عبدالعزيز الربيعة الذي زار المستشفى واطلع على أبرز الخطوات المقدمة وشكرنا عليها، معتبرا أن النجاح جماعي وينسب للكل وليس لشخص واحد، مؤكدا أن هناك تكاملا في العمل بحيث إذا غاب شخص أو تعرض لظرف فإن هناك من يسد الثغرة. وقال «أجد في عيون جميع العاملين في المستشفى الحرص الكامل على تقديم أفضل خدمة والإخلاص في العمل كما نجد دعما من الكشافة الذين يعتبرون عوامل مساعدة على نجاحنا في المستشفى، وبين أن عدد المتدربين 45 منهم 37 فتاة و18 رجلا وكلهم سعوديون يعملون في مختلف التخصصات في الطب وطب الأسنان والصيدلة والتمريض، مشددا على أنهم كوادر يعول عليهم وأنموذج يحتذى في العمل الطبي والإداري والخدمي.