لم تكتمل فرحة أهالي قرية الحديثة في القريات، باكتمال تشييد مبنى مركز الرعاية الأولية منذ نحو عام، إذ لا يزال المستوصف مغلقا على رغم تزويده بأحدث الأجهزة الطبية، والعيادات المتخصصة، ويضطر المرضى في هذا الوضع إلى قطع أكثر من 70 كيلو مترا ذهابا وإيابا لبلوغ أقرب مرفق صحي لهم وهو مستشفى القريات العام. وتذمر خالد البلوي من تأخر الشؤون الصحية في القريات في افتتاح مستوصف الحديثة على رغم الانتهاء من تشييده وتزويده بالأجهزة المتطورة منذ عام، بعد عمل استنفد أربع سنوات، متسائلا بالقول: «متى تشعر الصحة بمعاناتنا وتفتتح المستوصف الذي يترقبه أكثر من ستة آلاف نسمة في قرية الحديثة». ورأى محمد أحمد الشراري أن الحديثة منفذ حدودي مهم يحتاج لمستوصف، بدلا من أن يتوجه الأهالي بمرضاهم إلى مستشفى القريات أو مستوصفاتها، مشيرا إلى أن الشؤون الصحية في المنطقة قد لا تدرك أهمية مركز الرعاية الأولية لأهالي الحديثة. واستغرب عدم افتتاح المستوصف على رغم اكتمال بنائه وتزويده بالأجهزة منذ نحو عام، مشددا على أهمية أن تتحرك الشؤون الصحية في القريات وتفتتحه في أقرب وقت، وتنهي حالة الترحال التي يعيشها المرضى بين المناطق بحثا عن العلاج. وقال راشد سلمان: «غمرتنا الفرحة قبل خمس سنوات تقريبا حين بدأ العمل في تشييد المستوصف، وبعد عمل متواصل دام أربع سنوات، توقعنا أن يفتتح المشروع الحلم، لكنهم للأسف وأدوه في مهده، وبقي مركز الرعاية الأولية أطلالا، نمر بجواره ونحن راحلون لتلقي العلاج في المناطق الأخرى»، مؤكدا أهمية افتتاحه في أقرب وقت. وذكر أن المستوصف مزود بالعديد من العيادات الخاصة بالأسنان ومختبر والأمومة والحوامل، لكن لا يمكن الاستفادة منه، لافتا إلى أن عدم افتتاح مركز الرعاية الأولية يجبرهم على قطع 70 كيلو مترا ذهابا وإيابا لبلوغ مستشفى القريات، ما يضاعف من آلامهم. وأكد بندر محمد الشراري أن الأدوية والعلاج الذي يحتاجه المريض غير متوافر في الحديثة، ما أوجد عملية احتكار، وأسهم ذلك في رفع أسعارها، لافتا إلى أن الحوامل في الحديثة يعشن وضعا مأساويا حين تداهمهن آلام المخاض. واعتبر المستوصف المتعثر بمثابة مستشفى مصغر يقدم الخدمات العلاجية الأساسية لأهالي الحديثة في حال افتتاحه، مشددا على أهمية تدشينه ليستقبل الحالات المرضية المختلفة، بدلا من الرحيل إلى القريات. في المقابل، كشف المتحدث الإعلامي لصحة القريات نايف عبدالعزيز الفندي أن الشؤون الصحية رفضت تسلم المبنى، لوجود ملاحظات عدة في تشييده، لافتا إلى أن المستوصف لم يزود بعد بالتيار الكهربائي والسبب هو مماطلة مقاول الكهرباء. وأكد أن الشركة المشغلة رفضت تشغيله حتى تكتمل التجهيزات اللازمة لتشغيله، وذلك بعد استيفاء جميع الملاحظات التي أقرتها الشؤون الصحية.