الحديث عن أنديتنا هذه الأيام حديث ذو «ديون»، خصوصا بعد أن أعلنت هيئة الرياضة عن مديونية نادي الاتحاد بأرقامها المخيفة التي لامست 300 مليون ريال. فما إن أعلنت الهيئة بيانها حتى راح الأفرقاء بالنادي يتقاذفون المديونية ككرة لهب، كل طرف يريد تحميل الآخر المسؤولية عنها، مع أن الحقيقة تقول إنهم جميعا مسؤولون عن أضخم مديونية في تاريخ الأندية السعودية. وإذا كانت ديون الاتحاد هي الأسوأ والأضخم، فإن أندية النصر والهلال وغيرهما تعاني معاناة قاسية من هذه المشكلة الناجمة بالدرجة الأولى عن سوء في إدارة الشؤون المالية، تكشف عن وجود شبهات كثيرة حول فساد في الملف المالي يتمثل في الهدر الكبير في المصروفات، وعمولات ضخمة في صفقات اللاعبين والمدربين، وشراء ذمم بعض الصحفيين تحت غطاء «مستشار إعلامي» مع تحديد أموال مفقودة في ميزانيات هذه الأندية. والأمثلة كثيرة على طبيعة الهدر وسوء الإدارة في الملف المالي في جميع أنديتنا، وأذكر هنا على سبيل المثال ما أشار إليه رئيس النصر فيصل بن تركي في حواره الأخير مع برنامج كورة، أنه منح مدرب التعاون قوميز 500 ألف ريال سعودي هكذا عربون صداقة، وأنه بعد صرف النظر عن تعاقد النصر معه «استحى» أن يطلب استعادة المبلغ!! هذه الحكاية الصغيرة بين فيصل بن تركي وقوميز تكفي لتعطي انطباعا عن الطريقة الفوضوية والعبثية التي تدار فيها الشؤون المالية في أنديتنا. والأدهى والأمر الذي كشفته أزمة الديون، هو أن بعض إدارات الأندية وظفت صحفيين برواتب ضخمة ومزايا يسيل لها اللعاب و«الحبر» و«المواقف»، مقابل أن يقوم هؤلاء الصحفيون بتلميع صورة الإدارة «دعك من النادي ومن اللاعبين فالمهمة لا تشملهم» والتغطية على أخطائها وخطاياها، ومهاجمة خصومها ومن ينتقدها، وشتمهم حتى لو كانوا من أبناء النادي، وحتى لو كانوا نجوم الفريق. وخويا «الريس» وخويا الإدارة الذين يعرفهم القاصي والداني في وسطنا الرياضي كلفوا خزائن الأندية مبالغ ضخمة، زادت طين الديون بلة! وعن هؤلاء سوف أكمل في مقال السبت القادم.