32 عاما.. كانت سنين عجافا لم يتذوق فيها «الملكي» صاحب الأولويات طعم وفرحة الانتصار ببطولة الدوري على الرغم من قربه منها وصرفه الملايين من أجل الحصول على هذا الهدف الذي بات حلما لجماهيره وهاجسا للإدارات المتعاقبة، ولرجل الأهلي الأول الأمير خالد بن عبدالله الذي ظل شامخا يدعم ويوجه ويعالج ويرتب حتى تحقق الأمل أخيرا مع رئاسة مساعد الزويهري وفي أول عام لإدارته، فلم يتحقق الدوري الغائب وحده بل تحققت الثنائية الغائبة هي الأخرى عن النادي وعن الأندية السعودية منذ أن حققها الأهلي نفسه في سبعينات القرن الماضي. الزويهري دخل قلوب كل الأهلاويين بل كل الرياضيين بعفويته وتواضعه وتلقائيته، كما اقتحم السجل الذهبي للنادي الملكي بعد أن حقق الحلم الغائب وجاء بالثنائية التاريخية ليفجر الأفراح الخضراء في كل مكان.. وهنا اصطادته «عكاظ» وسط أشغاله وتنقلاته الكثيرة هذه الأيام، ليكشف عن رؤيته المستقبلية للمحافظة على مكتسبات ناديه، وعن الكثير من الأمور الأهلاوية الأخرى. وهنا نص الحوار معه: أجواء بطولة حققتم بطولة غابت عن الفريق 32 عاما.. كيف تنظرون للأمر؟ منذ البداية كنت أنظر بتفاؤل كبير، لأن أدوات تحقيقها متوفرة من قبل أن أستلم رئاسة النادي الأهلي، فهي لم تكن مستحيلة كما صور البعض. ولكن الأهلي كان في غيبوبة فنية طيلة تلك الفترة وهو ينافس على بطولة الدوري تحديدا؟ لا لم يكن كذلك بل كان قريبا منها في كل موسم خصوصا في السنوات الخمس الماضية، إذ كان مؤهلا فنيا لتحقيقها ولكن الحظ لم يحالفه أكثر من مرة. ترى ما هي الأدوات السحرية التي استخدمتها إدارتكم لكسر الحاجز النفسي بين الأهلي والبطولات؟ هناك عوامل كثيرة كانت وراء عودة الأهلي لساحة البطولات، منها الأجواء الصحية التي ظللت سماء النادي، ووقفة رمز الأهلاويين الأمير خالد بن عبدالله، الذي كان معنا لحظة بلحظة وأولا بأول حتى ختمنا موسمنا ببطولتي الدوري والكأس، وكذلك أعضاء الشرف والجماهير، ونجاح إدارة فهد بن خالد في تسهيل مهمتنا، إذ استلمنا الفريق وكان كل شيء مجهز على أكمل وجه. ليس عمل رجل واحد صراحة، هل تغيير الجهاز الإداري السابق واستبداله بطارق كيال كان فعلا نقطة التحول الحقيقية في فوز الأهلي بالدوري؟ لا أبدا، تغيرت عدة أجهزة إدارية من قبل ولكن كانت الأجواء الصحية والتعاون الكبير بين الأجهزة الفنية والإدارية وتكاتف الأهلاويين، هو من ساهم بشكل كبير في عودة الأهلي إلى مكانته الطبيعية حاصدا للبطولات. بصراحة، من كنت تخشى من الفرق في ملاحقتكم من أجل انتزاع بطولة الدوري؟ الهلال بالطبع، منذ بداية الدوري كان منافسا لنا وندا قويا، ويمتلك لاعبين أقوياء وفريقا له خبرته قادرا على تحقيق أي بطولة يكون طرفا فيها. متى شعرت بأن الأيادي الأهلاوية سترفع كأس الدوري؟ بعد أن هزمنا الهلال في جدة في آخر مواجهة لنا معه بثلاثة أهداف مقابل هدف، وقتها أعلنا رسميا فوزنا باللقب. جنينا ثمارهم قلت عبر تصريحات سابقة بأن هذا الفريق من صنع إدارة الأمير فهد بن خالد.. برأيك لماذا أخفقت إدارته في الوصول للهدف ونجحت إدارتكم التي لم تمض عامها الأول بالنادي؟ إدارة الأمير فهد بن خالد لم تفشل، بل كانت إدارة نموذجية تدير ألعاب النادي كافة بفكر لبناء مستقبل واعد، ونحن اليوم نجني ثمار تلك الأفكار والسياسة الصحيحة لإعادة هيبة الأهلي من خلال فريق قوي يكون قادرا على انتزاع أي بطولة يكون طرف فيها. الآن وبعد انتهاء الأفراح، ماذا أعددتم للمستقبل للمحافظة على مكتسبات الموسم الماضي؟ هناك معسكر خارجي على الأرجح سيكون في إسبانيا، والتمارين ستنطلق ثالث أيام العيد، ونحن الآن ننتظر تقريرا فنيا من قبل مدرب الفريق غوميز يحدد فيه متطلبات الفريق من لاعبين محليين وأجانب، والإدارة سوف تلبي كل متطلبات المدرب رغبة في مواصلة الموسم القادم بذات الطموح لحصد بطولات تجعل الأهلي دائما في قلب المنافسة على جميع البطولات. ولكن التقرير الفني يحتوي بالتأكيد على الرغبة في تسريح بعض العناصر؟ صحيح، سيكون هناك تغيير محدود في خطوط الفريق من أجل إحلال عناصر أخرى سيكون لها إضافة فنية، ولأن لاعبي فريق الأهلي نجوم قادرون على تحقيق أحلام الأهلاويين كما يعرف الجميع، فلن يكون هناك تغيير كبير بل محدود للغاية. الأمر بيد غوميز ما حقيقة قربكم من ضم مهاجم الوحدة علي عواجي؟ مفاوضاتنا لضم عواجي كانت صحيحة في فترة الانتقالات الشتوية الماضية، وكنا جادين في ذلك، ولكن الآن في هذه اللحظة ننتظر متطلبات المدير الفني غوميز، فهو يرغب في ضم عناصر، وإذا كان من ضمنهم العواجي فسوف نسعى إلى جلبه وجلب أي لاعب يريد المدرب إحضاره، وهذا هو عملنا كإدارة أن نلبي طلبات المدرب من لاعبين محليين وأجانب. بصراحة هناك تخوف من عشاق الأهلي من غوميز، فهناك غالبية تنظر إلى أن الأهلي أكبر من إمكاناته، ألا ترى أن التعاقد معه كان مجازفة وخطوة غير محسوبة؟ بالعكس تعاقدنا مع غوميز جاء بدراية وروية ودراسة من الجوانب كافة، وبتزكية من المدير السابق غروس، لأنه نجح في عمل نقلة فنية هذا الموسم في التعاون وله خبرة جيدة في الدوري السعودي ويعرف كيف يوظف اللاعبين داخل المستطيل الأخضر بشكل سليم. رجل الحلول من وجهة نظرك، ما هي أبرز التحديات التي سوف تواجه إدارتكم الموسم القادم؟ ليس هناك تحديات كبيرة عقب تحقيق الأهلي حلم عشاقه بالفوز بلقب الدوري والكأس والعودة مجددا إلى كسب بطولات الدوري، وإن كانت هناك تحديات سوف يحلها بعد الله رجل الأهلي الأول خالد بن عبدالله، ورجال الأهلي المخلصون الذين سيكونون خلف ناديهم، ولكن دون شك إدارة النادي ستدفع بالفريق لتحقيق أي بطولة يدخلها. الأهلي مقبل على عدة مشاركات داخلية وأخرى خارجية في الموسم القادم، ما هي أولوياتكم في حصد تلك البطولات؟ حريصون كما قلت على عمل توازن في المنافسة على بطولات الموسم، إذ نسعى لكسب البطولات الخارجية وتمثيل الكرة السعودية خير تمثيل، فنحن متعطشون لكسب المزيد من البطولات خصوصا في ظل الأجواء الصحية المتوفرة، ووقوف الجمهور الوفي الذي يطالبنا بجلب المزيد من البطولات. مخاوف وهمية الأندية مقبلة على مشروع الخصخصة، وهناك تعارض في المصالح بين بحث التجار عن المكاسب المالية أولا وبين تخوف الجماهير من جشع التجار في بيع عقود اللاعبين الذين يمثلون مكتسبات الأندية ونواة مستقبلها.. أين تقفون أنتم من كل ذلك؟ نحن إذا نظرنا في الوقت الحاضر إلى من يدعم الأندية ويقف خلفها نجد أنهم التجار، الذين أصبح لديهم خبرة متراكمة في دعم الأندية وإدارتها في سبيل تحقيق تطلعات جماهيرها وخدمة الكرة السعودية، وأنا أعتقد بأنه سيكون هناك توازن على قاعدة لا غالب ولا مغلوب بين التجار والأندية، فإذا كانت هناك أخطاء سوف تعالج بشكل سلس، والتخوف من دخول التجار في الاستثمار في الرياضة غير موجود ولا يدعو للقلق، بل سيكونون الداعم القوي للأندية مستقبلا. أنت قبل كل شيء رجل أعمال، هل لديك النية في الاستحواذ على ناد داخلي أو خارجي مستقبلا؟ هذه الفكرة ليست مطروحة حاليا، وأنا رجل محب للرياضة، وسبق أن دعمت عدة أندية دون عائد مادي، لأنه حب للرياضة ليس إلا. في نهاية هذا الحوار، ماذا تبقى لتقوله؟ لعلني أجدها فرصة لأتقدم بالتهنئة لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وإلى أفراد الشعب السعودي كافة بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك، أعاده الله علينا ونحن دائما والأمة الإسلامية بخير.