وضعت الانتخابات البلدية بلبنان أوزارها. كشفت عن تحوّلات وتغييرات في الشارع. الجيل الشاب في الأحزاب بدأ يمارس نوعا من الثورة الداخلية على الصيغ القديمة كما يعترف وليد جنبلاط، الذي قال إن ابنه تيمور يقوم بتغييرات كبيرة في الحزب لأنه توّاق نحو جيله هو، الجيل الشاب. كذلك الأمر أشار إليه سمير جعجع في مقابلته التلفزيونية الأخيرة، إذ اعتبر الانتخابات البلدية مؤشر «غضب لبناني وإرادة تغيير شبابي». بالطبع هناك ما عرف ب «التسونامي»، ويقصد به انتصار أشرف ريفي بطرابلس رغم تحالف قوى كبرى ذات مال ونفوذ ضده مثل نجيب ميقاتي، وسعد الحريري، ومحمد الصفدي، هذا بالإضافة إلى الجماعة الإسلامية والأحباش، التسونامي هذا هو الذي غيّر خرائط اللعبة على الأرض. نهاد المشنوق، وزير الداخلية الذي نجح في إدارة الانتخابات بدون خسائر أو خروقات بشهادة مناوئيه، كان غاضباً على وصف انتصار أشرف ريفي ب «التسونامي»، لأنه من المبكر الحديث عن تغيّر كبير على الأرض. غير أن الانتخابات البلدية أول مؤشر للناخب اللبناني الذي اشتاق إلى صناديق الاقتراع، فنوّابه ممدد لهم، والانتخابات هذه كشفت الغطاء عن غليانٍ كبير في الشارع ضد ما يمسونه ب «الزبائنية السياسية». التيارات التي خسرت عليها مراجعة نفسها، والسعودية كما قال السفير علي عسيري تشجّع على الإنجاز الوطني بلبنان وتقف على مسافةٍ واحدة من الجميع، فليس عدلاً أن توضع خسائر حزبٍ معيّن على كاهل السعودية التي خدمت لبنان بشكلٍ ليس له مثيل.