ما زالت ذاكرة حارس الأهلي في الثمانينات الميلادية محمد مطيع الرحمن (المترو)، حافلة بالذكريات الجميلة عندما كان ضمن كتيبة فرقة الرعب، حينها كان الفريق الملكي يضرب في كل الاتجاهات ويحقق الألقاب ويتسيد الساحة. المترو تحدث هنا عن ذكرياته مع نهائيات الكؤوس لأن فيها ما زال حيا في داخله حتى الآن. فماذا قال؟ سألناه في البداية، كيف تنظر لمواجهة الأهلي والنصر في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين اليوم؟ بكل تأكيد تجمع فريقين من أقوى فرق المملكة، وكل فريق يمتلك أدوات الحسم ولهما خبرة كبيرة في مواجهات النهائي ويمتلكان لاعبين أصحاب خبرة في كافة خطوطهما. ولكن هناك اختلافا في مراكز الفريقين بالدوري؛ فالأهلي هو بطل الدوري والنصر في مركز متأخر في سلم الدوري؛ بمعنى أن هناك فوارق فنية في هذه الموسم؟ مباريات الكوؤس لا تعترف بمثل هذه الفوارق، خصوصا أن الطرفين لهما رصيد كبير في الحصول على البطولات، وأعتبر فرصهما متساوية في الحصول على البطولة، ولكن تبقى تطبيق الخطط الفنية داخل الملعب هى أوراق الترجيح لمن يطبقها ويتعامل معها بحرفية ومهنية. هل تعتقد بأن فرحة الأهلاويين سلاح ذو حدين قد تمنحهم دافعا معنويا أو أن تخذلهم؟ لا بد لهم أن ينسوا فرحة بطولة الدوري ويفكروا في كيفية ضم الكأس للدوري، وأعتقد أن الجهاز الفني والإداري تنبهوا إلى هذه النقطة وهيأوا اللاعبين نفسيا لهذه المواجهة. ولكن النصر خسر الدوري ويطمح في مصالحة جماهيره بكأس خادم الحرمين الشريفين؟ هذا متوقع وحق مشروع لنادي النصر فهو يريد الخروج من الموسم ببطولة ولن يكون فريقا عاديا في مواجهة الليلة وسيدفع بكل أوراقه الفنية. منذ زمن طويل لم يضم الأهلي بطولتي الدوري والكأس معا؟ ربما تكون الفرصة مواتية الليلة لأن الأهلي اليوم يعيش مرحلة نشوة بتكاتف رجاله وبه إدارة واعية تتصرف بحكمة وعقلانية برئاسة مساعد الزويهري فليس مستحيلا تحقيق هذا الهدف؛ لأن الأهلي يمتلك أدوات الحسم. كيف هي ذكرياتك في النهائيات؟ شاركت في نهائيين أمام الاتفاق وفاز الأهلي بهدف ونهائي أمام الهلال وخسرناه برباعية دون مقابل. هزيمتكم من الهلال كانت قاسية ومؤلمة تاريخيا، هل من أسباب معينة وراء تلك الخسارة الكبيرة؟ بكل تأكيد كانت مؤلمة وغير مقنعة لجماهيرنا، وكانت هناك بعض الأسباب إذ شاركت في تلك المباراة تحت تأتير إبرة (كورتوزون) لانني كنت أشكو من آلام شديدة في كتفي وآخذ قبل كل مباراة، وعامل آخر مشاركة لاعبي المنتخب قبل المواجهة بيومين فقط، كما لم نكن في يومنا بصراحة والهلال كان أفضل منا. لماذا أصررت على المشاركة إذن؟ لأنه لا يوجد في ذلك الوقت البديل الجاهز. كيف ترى الفرق بين الجيل الماضي والحالي لأنك أنت عايشته عن قرب، فالنصر كان يلعب له ماجد عبدالله والهريفي ومحيسن الجمعان ويوسف خميس والأهلي كان يلعب فيه صمدو، وحيد جوهر، يوسف عنبر، حسام أبوداود وأمين دابو والقائمة تطول من النجوم؟ لكل زمان رجاله؛ فالجيل الحالي مختلف عن جيلنا الذي كان يلعب حبا للشعار والجماهير، ولم تكن هناك حوافز مادية ورواتب شهرية ومقدمات عقود مثل جيل اليوم، كما كان هناك إقبال جماهيري على مواجهاتنا نظرا لزخم النجوم في الأندية في تلك الفترة. من ماذا كان يخشى جيلكم؟ من دكة الاحتياط، إذ كان اللاعبون أكثر انتظاما من أجل التمسك بالخانة. ماهو أغلى حافز حصلت عليه؟ عقب فوزنا في نهائي كأس الملك أمام الاتفاق حصلت على سيارة (بي إم) من صاحب السمو الملكي الأمير محمد العبدالله الفيصل. وأخيرا، كيف تتوقعها؟ بكل تأكيد أتمناها وأتوقعها أهلاوية نظرا للمستويات التي ظهر بها الفريق في المواجهات الأخيرة وحالة التفاهم الكبيرة بين كافة الأجهزة الفنية والإدارية واللاعبين مع مدربهم، ولكن يجب أن يأخذوا الحيطة والحذر من النصر الذي يعتبر منافسا كبيرا وقويا يبحث عن مصالحة جماهيره على حساب الأهلي.