كذب الشعراء ولو صدقوا! الشعراء صنو المنجمين فإن كانوا يتمثلون قضية الناس كتب عليهم الحب من الجمهور الذي مهما قلنا عن قلته يظل شاهدا على أنهم شعراء نذروا أنفسهم للكفاح من أجل إنسان عربي طليقٍ وحر ويقرأ ما بين السطور وما خلفها وما تحتها. لأن الشعر هو عربي. كل الشعر عربي وما عداه أطياف جميلة له. لذا اختلط مفهوم شدة الإحساس بقضايا الناس ورهافته أن أغلب شعراء ما قبل الحرب في الخليج كانوا يزدحمون شعرا. عبدالله البردوني وأمل دنقل وكوكبة لا داعي لسرد أسمائهم يركزون على الماضي الذي مرّ بالعرب وكانوا لا يرضون بديلا عن النصر في مثل قول البردوني في مهرجان أبي تمام الذي كان يعقد سنويا في بغداد. (حبيب.. جئتك من صنعاء يحملني/ نسرٌ وخلف ضلوعي يلهث العرب/ ماذا أحدث عن صنعاء يا أبتي/ مليحة عاشقاها: السلّ والجرب/ ماتت بصندوق وضّاحٍ بلا ثمنٍ/ ولم يمت في حشاها العشق والطرب) هذا الاستهلال الجريء من قبل شاعر مجهول ولكنه عظيم دلّ على أن الشعر لا يمرض ولا يموت وأن وردة الثورة الحمراء تظل محفوفة بأنفاس الثائرين على وضع حالة اللاحرب واللاسلم التي اخترعتها دول الغرب لحماية قطتهم المدللة إسرائيل التي لا يستطيع مواطن عربي أن يفرّق بين الغرب وإسرائيل، فكلا الجانبين يمارسان السفسطة في مؤتمراتهما مع دول الظل من أشكال المجتمع الأوروبي الذي نعرف تماما مدى كراهيته للوطن العربي بسببٍ تاريخي وهو أن الإسلام فتح دولا لم يكن ممكنا فتحها وأقام أقاليم من الصين حتى إسبانيا، وهذا يحرك آلة الحقد الصليبي لدى الغربيين. وإلى اليوم فإن الغرب لا يتمنى أن يقوم الإسلام وهو يتمثل بالعرب أولا بفتوحاته العلمية والثقافية، ويبذل الغربيون جهودا مخابراتية لنسف أي محتوى علمي عربي بلا خجل!. لذلك سرد البردوني قصة جميلة في قصيدته التي قرأناها قبلا عن فتح (عمورية) حينما استغاثت امرأة بالمعتصم فهب المعتصم وجنوده الفدائيون، ولكن المعتصم قال لهم لنأخذ رأي الساحر الفلكي، وقال الفلكي نعم ستنتصرون، ولكن في وقت نضج الكرم، فقالوا لا، (تسعون ألفا لعمورية اتقدوا وللمنجم قالوا: إننا الشهبُ قبل انتظار قطاف الكرم، ما انتظروا نضج العناقيد لكن قبلها التهبوا واليوم تسعون مليونا وما فعلوا شيئا، وقد عُصرَ الزيتون والعنب). انظر المقارنة. اليوم المواطنون العرب في مصر وحدها تسعون مليونا فهل رأيتم عرش نتنياهو يهتزّ. كلا والله. إنه يزداد زهوا، فقد ملك قرار الأممالمتحدة بطرقه السحرية قبل أن يكتبه معاون كيم سان وعلق عليه مزورا توقيع أوباما. لقد أدرك شهرزاد الصباح وسكتت عن الكلام المباح. بقي في حلوقنا كلام ولكن مناديا صاح اخرجوا فالطائرة التي تقل أوباما لديها حساسية من رائحة العرب. نعم العرب وليس العرق. * كاتب سعودي